طالب كوربن بـ«بريطانيا أممية، متنوّعة، وتتمتّع بعلاقة تعاون وثيق مع الاتحاد الأوروبي»
في خضمّ ذلك، طغت الأجواء الاحتفالية على المستوى الإعلامي، حيث لعبت الصحف، اليمينية خصوصاً، دور المُطبِّل، ودخلت في عملية مزايدة في ما بينها على مَن كان له السهم الأكبر في الدفع نحو الخروج. فقد كرّست صحيفة «ذي ديلي تلغراف» مُلحقاً مجانياً لقرّائها بعنوان: «قصة التلغراف وبريكست». وفي قالب من التفاخر، لخّصت الصحيفة عملية «بريكست» من وجهة نظرها، معتبرة أن حملة الخروج «غيّرت مسار التاريخ، ودفعت بكاتب عامود في صحيفة لأن يدخل إلى داونينغ ستريت»، في إشارة إلى رئيس الحكومة، بوريس جونسون، الذي كان يوماً كاتباً وصحافياً فيها. أيضاً، روت الصحيفة كيف عاد جونسون، في كانون الأول/ ديسمبر 2019، رئيساً للحكومة عبر حصول حزبه، «المحافظون»، على غالبية ثمانين مقعداً في البرلمان. وكتب محرّر «ذي ديلي تلغراف» كريس إيفانس: «بالنسبة إلى بوريس، منذ تموز /يوليو 2018 (تاريخ استقالته من منصب وزير للخارجية) إلى كانون الأول/ ديسمبر، كان هذا تحوّلاً كبيراً. ونحن ساعدناه على لملمة نفسه والعودة إلى المسار الصحيح». ابتهاجٌ مماثل تصدّر صفحات صحيفة «ذي ديلي إكسبرس»، التي حمل عددها الخاص، أي «الطبعة التذكارية التاريخية»، خريطة المملكة، ممهوراً بعبارة: «نعم فعلناها». وبشعارها، الفارس الصليبي الذي يحمل صليب القدّيس جورج، قالت الصحيفة: «لقد استَعَدْنا بلدنا»، في الوقت الذي أشادت فيه بقرّائها، عبر التوجّه إليهم بالقول: «لقد استعدتم بريطانيا من الاتحاد الأوروبي». وفيما حاولت صحيفة «ذي صان» تأكيد تفوّقها بالتوجّه إلى قرّائها بالقول: «بعد ثلاثين عاماً من القتال، لحظة عظيمة لكم، قرّاءنا»، وصفت صحيفة «ذي ديلي ميل»، «يوم الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي»، بـ«فجر جديد لبريطانيا». أما صحيفة «ذي تايمز»، فقد وضعت صورة ساعة «بيغ بن» على صفحتها الأولى معنونةً بـ«بريكست - حان الوقت»، بينما حرصت صحيفة «ذي ديلي ستار» على أن تتناول الحدث عبر نشر طبعتها التذكارية مع صورة لخريطة بريطانيا وأشخاص يرفعون الكؤوس احتفالاً، قائلة: «الليلة هي لحظة تاريخية فعلاً بالنسبة إلى أمّتنا العظيمة». في المقابل، آثرت صحيفة «ذي غارديان» اليسارية الخروج عن سرب المهلّلين، معبّرةً عن تفضيلها البقاء في الاتحاد الأوروبي، من خلال عنوان «جزيرة صغيرة»، عادّةً «بريكست» «أكبر رهان منذ جيل».