سجّلت وسائل النقل العام في فرنسا، أمس، اضطرابات في اليوم السادس من الإضراب ضد تعديل نظام التقاعد، الذي شهد اختباراً جديداً للقوة في الشارع، إذ أن معارضي المشروع سعوا إلى ممارسة أقصى ضغط ممكن عشية إعلان الحكومة عن مشروعها النهائي.وسيترتّب على سكان المنطقة الباريسية، المعنيين الرئيسيين بإضراب العاملين في وسائل النقل منذ الخميس، التحلّي بالصبر. إذ لا تزال تسعة خطوط مترو مُغلقة بشكل كامل في باريس، بينما لا يجري تسيير إلا ربع الحافلات خصوصاً بسبب إقفال المضربين مداخل ومخارج مواقفها.
وبينما كانت النقابات تأمل في القيام بعرض قوة جديد في الشوارع، بعد أول يوم تعبئة في الخامس من كانون الأول/ديسمبر، فقد أفادت وزارة الداخلية بأن التعبئة كانت منخفضة، إذ تظاهر 339 ألف شخص، بينما أشارت الكونفدرالية العامة للعمل إلى أن 885 ألف شخص تظاهروا. وتشير هذه الأرقام إلى أن نسبة المشاركة انخفضت إلى حوالى الضعفين، وذلك بعدما كانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن 800 ألف شخص تظاهروا، الخميس، في جميع أنحاء فرنسا، بينما أشارت الكونفدرالية العامة للعمل إلى أن 1،5 مليون شخص تظاهروا، في ذلك اليوم.
ويُتوقع أن يستمرّ الإضراب الذي بدأ الخميس، حتى اليوم على الأقل، وفي بعض الأحيان حتى الجمعة. وفي هذا السياق، قال تييري بابيك من نقابة العاملين في الشركة المشغّلة لمترو الأنفاق في باريس: «الأسبوع ميت». وأرغم إضراب المراقبين الجويين شركة «إير فرانس» على إلغاء 25% من الرحلات الداخلية، بينما أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديد التي تسيّر 20% من القطارات الفائقة السرعة، أن الأمر سيكون «صعباً حتى نهاية الأسبوع». في غضون ذلك، بدا استقبال الأطفال في المدارس والحضانات مضطرباً أيضاً، مع إضراب 12,5% من العاملين في المدارس عموماً و35% في باريس، بحسب وزير التربية جان ميشال بلانكيه.
يُتوقع أن يستمرّ الإضراب الذي بدأ الخميس حتى اليوم على الأقل أو حتى الجمعة


ويكمن التحدي بالنسبة إلى معارضي الإصلاح، في إرغام الحكومة على التخلّي عن وضع «النظام الشامل» للتقاعد، الذي يُفترض أن يحلّ محلّ أنظمة التقاعد الـ42 المعمول بها حالياً وإنشاء نظام «أكثر إنصافاً»، وفق ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ويخشى المعارضون الإجحاف في حق المتقاعدين. في هذا السياق، أشار فريديريك سيف من الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل ــ النقابة الوحيدة المؤيدة للنظام الشامل ــ إلى أن الإعلان الرئيسي سيكون، اليوم، مع عرض رئيس الوزراء إدوار فيليب تفاصيل المشروع، الأمر الذي ينتظره الجميع. وسيتحدث رئيس الوزراء، في منتصف النهار، وبعدها عند الساعة الثامنة مساء عبر قناة «تي اف 1». وكتبت صحيفة «ليزيكو»، أمس، أنها علمت أن رئيس الحكومة سيقدم تنازلاً عبر تأخير الإصلاح ليشمل الجيل المولود عام 1973 أو حتى عام 1975.
في هذا الوقت، تعقد النقابات اجتماعاً بعد تظاهرات باريس و«يتمّ التفكير» في الدعوة إلى يوم تعبئة جديد، غداً، بحسب الكونفدرالية العامة للعمل ونقابة «القوى العاملة».