«سيهتم عدد أكبر من الأشخاص بمشاهدة هذه الصورة، ممّن سيستمعون إلى خطابي»، هذا أول ما قاله الرئيس السلفادوري نجيب بو كيلة، عندما صعد على منبر الأمم المتحدة للمرة الأولى، قبل طلبه «لحظة» من الحاضرين لالتقاط صورة «سيلفي»، ثم استكمال خطابه.بين أصوله الفلسطينية وعلاقته الجيدة مع الكيان الإسرائيلي، وبين فوزه الكاسح في انتخابات رئاسة السلفادور (شباط/ فبراير الماضي) وإنهائه عقوداً من احتكار السلطة بين حزبين، شكّل نجيب بو كيلة، أو «ناييب بوكيلي» كما تُلفظ بالإسبانية، حالة مثيرة للجدل.

فمن هو؟
■ هو سياسيّ ورجل أعمال سلفادوري، ولد في العاصمة سان سلفادور، لأب فلسطيني الأصل (منحدر من مدينة بيت لحم)، وأم سلفادورية.
■ أجداده مسيحيون، إلا أن والده أحمد (أو أرماندو) بو كيلة، اعتنق الإسلام في سبعينيّات القرن الماضي، وأسّس عدة مساجد ولُقّب بـ«إمام السلفادور». حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الكيميائية والحقوق، كما أنه رجل أعمال ناجح، وله عدة شركات ساعده أبناؤه الـ11 في إدارتها، ومنهم نجيب.
■ على خطى والده توجّه بو كيلة نحو عالم الأعمال؛ ففي سن الثامنة عشرة كان يدير شركة بالفعل. ووفقاً لصحيفة «ألفارو» الرقمية، فإنّه مالك شركة «ياماها موتورز».
■ كانت انطلاقة حياته السياسية من مدينة نويفو كوسكاتلان الصغيرة، بعدما انتخب لرئاسة بلديتها، نيابة عن تحالف من «جبهة فارابوندو مارتي» اليسارية، في 11 مارس/آذار 2012.
■ عام 2015 فاز في الانتخابات البلدية في سان سلفادور، عاصمة السلفادور.
■ نجح في عمر السابعة والثلاثين في إنهاء عقود من سيطرة الحزبين الرئيسين؛ حزب «جبهة فارابوندو مارتي» اليساري، ومنافسه حزب «التحالف الوطني الجمهوري» المُحافظ، على مقاليد السياسة في البلاد.
■ دين الأب كان «تهمة» لنجيب أثناء فترة ترشّحه للانتخابات.

رغم أصوله الفلسطينية، إلّا أن علاقة جيدة تربط بو كيلة بالكيان الإسرائيلي. فما هي ملامح هذه العلاقة؟
■ زار العام الماضي حائط البراق (المبكى، وفق التسمية الصهيونية) ومتحف الهولوكوست في القدس المحتلة، والتقى مسؤولين إسرائيليين.
■ التقى في القدس رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي نير بركات، وكذلك رئيس بلدية تل أبيب.
■ لدى زيارته تل أبيب تفاخر بو كيلة بأن زوجته لديها «دم يهوديّ شرقيّ»، وفق ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
■ أشاد السفير الإسرائيلي في السلفادور بنجيب «كشريك للتعاون».



أثارت زيارة بو كيلة استياء الجالية الفلسطينية في السلفادور، والتي تشكل 2% من مجموع السكان، فما كان ردّه؟
■ أدار ظهره للانتقادات الفلسطينية، واصفاً إيّاها بأنها «حملة قذرة».
■ لم يكتف بذلك، بل نشر صوراً تعود إلى عام 2011 وهو يزور قبة الصخرة في القدس المحتلة، وقال عن نفسه إنّه «لا ديني» يشدّد على «أوجه التشابه» بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

يساري أم يميني؟
■ كان بو كيلة أحد أعضاء حزب «جبهة فارابوندو مارتي» اليساري الحاكم، غير أنّ انتقاده المتكرر لقيادة الحزب أدى إلى طرده.
■ اتّهم الجبهة اليسارية بأنها «تشجّع الانقسام الداخلي» كما شهّر سياسياً بها.
■ لم يتوقف عند خطوة طرده من الحزب الحاكم، إذ صوّب طموحاته نحو المشاركة في الانتخابات الرئاسية للعام 2019، كمستقل يرفض «النظام السياسي» التقليدي.
■ إفصاحه العلني عن طموحاته الرئاسية، جعل «جبهة فارابوندو مارتي» و«التحالف الوطني الجمهوري» المحافظ يلتقيان على هدف منع محاولات تأسيس حزبه السياسي الخاص، وترشيحه من قبل أيّ حزب آخر.
■ بدأ في حركة «نويفا آيدياز» التي تعني أفكاراً جديدة، بهدف جعلها حزباً سياسياً، حتى يمكنه الترشح لرئاسة السلفادور.
■ تمكّن بو كيلة من الانضمام إلى حزب صغير ينتمي إلى «يمين الوسط»، يُعرف باسم «التحالف الكبير من أجل الوحدة الوطنية»
■ جمع بوكيلة أصواتاً أكثر من أصوات منافسيه مجتمعين (54% من مجمل الأصوات).



ما هي أبرز وعود بوكيلة الانتخابية؟
■ «هناك أموال كافية عندما لا يسرق أحد». بهذا الشعار خاض الانتخابات الرئاسية.
■ وضع حدّ لعنف العصابات الإجرامية والبؤس.
■ التقارب مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

هل نجح؟
■ تحت إدارة بو كيلة، يعدّ معدّل النمو الاقتصادي في السلفادور الأقل في أميركا اللاتينية.
■ يعيش نحو ثلث الأسر في السلفادور حالة فقر.
■ تحت تهديد ترامب بقطع المعونات عن السلفادور، عمل بو كيلة على وقف الهجرة من بلاده إلى الولايات المتحدة الأميركية.
■ بدأ إنشاء لجنة دولية لمكافحة الفساد بدعم من الأمم المتحدة.
■ أطلق عدداً من المشاريع لتحسين البنية التحتية.