انهارت مجموعة السياحة والسفر البريطانية العملاقة «توماس كوك» التي انطلقت قبل 178 عاماً. وبإعلانها إفلاسها يوم أمس، وبدء خطوات لإعادة 600 ألف سائح إلى بلدانهم في أكبر عملية من نوعها في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، يُنسَب إلى «بريكست» بعضٌ من هذه المأساة. فالشركة الرائدة في مجال السفر، والتي تأسّست في عام 1841، تواجه منذ بعض الوقت صعوبات سببها المنافسة من مواقع إلكترونية، وقلق المسافرين من مسألة «بريكست». وهي حاولت يائسةً جمع 250 مليون دولار من مستثمرين لتجنّب انهيارها.ويأتي الإفلاس الذي أُعلن في أعقاب صعوبات مالية مُزمنة أعقبت صفقة اندماج كارثية عام 2007 مع شركة «مايترافل» كبّدتها ديوناً باهظة، ليمثّل سقوطاً مدوياً لشركة كانت مدرجة في بورصة لندن على مؤشر «فوتسي» لأكبر 100 شركة في عام 2010، وأكبر 250 شركة العام الماضي. كما يأتي إفلاسها بعد عامين فقط على انهيار خطوط «مونارك» الذي دفع بالحكومة البريطانية إلى اتخاذ تدابير طارئة لإعادة 110 آلاف مسافر، في عملية كلّفت دافعي الضرائب قرابة 60 مليون جنيه استرليني لاستئجار طائرات.
بات 600 ألف مسافر عالقين في مختلف أنحاء العالم


وفي حين بات 600 ألف مسافر عالقين في مختلف أنحاء العالم، وفق «توماس كوك» التي أعلنت أيضاً أن 22 ألف موظف لديها باتوا من دون عمل، اضطرت الحكومة البريطانية إلى إطلاق خطة طوارئ لإعادة 150 ألف سائح بريطاني من وجهات بينها بلغاريا وكوبا وتركيا والولايات المتحدة، إذ أعلن وزير النقل البريطاني، غرانت شابس، إطلاق «أكبر عملية إعادة مواطنين في تاريخ السلم»، مضيفاً أن الحكومة وهيئة الطيران المدني البريطانية استأجرتا العشرات من طائرات التشارتر لإعادة مسافري «توماس كوك» إلى البلاد. كذلك، أكّدت الحكومة أن «جميع زبائن توماس كوك الموجودين حالياً في الخارج والذين قاموا بحجوزاتهم للعودة إلى المملكة المتحدة في الأسبوعين القادمين، ستتم إعادتهم إلى الديار في أقرب موعد لحجوزات عودتهم».
وفي بيانها، قالت «توماس كوك» إنه «على الرغم من الجهود الكبيرة»، لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاقية بين المساهمين في الشركة والمموّلين الماليين الجدد المحتملين. وأضافت: «لذلك، خلص مجلس إدارة الشركة إلى أنه ليس لديه خيار سوى اتّخاذ خطوات للدخول في تصفية إلزامية بمفعول فوري». وأسف رئيس المجموعة، بيتر فانك هاوسر، «ليوم حزين للغاية» مع خسارة آلاف الوظائف. وقال: «يؤسفني جداً كما باقي أعضاء مجلس الإدارة أننا لم ننجح».
(أ ف ب، رويترز)