مُني حزب «روسيا الموحدة» الحاكم بخسارة أكثر من ثلث مقاعده في انتخابات برلمان مدينة موسكو التي جرت أول من أمس، بحصوله على 26 مقعداً في المجلس المؤلف من 45 مقعداً. لكن الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قلّل من حجم الخسائر، مشيراً إلى انتخابات محلية وإقليمية أخرى جرت في اليوم ذاته في أنحاء أخرى من روسيا، وحقّق فيها الحزب «نجاحاً كبيراً». واعتبر بيسكوف أن خسارة حزب «روسيا الموحدة» ثلث مقاعده في مجلس موسكو لا يعود إلى نجاح دعوات «التصويت الاحتجاجي». ولدى سؤاله عن أسباب الضعف النسبي لدعم الناخبين للحزب الحاكم في موسكو، مقارنة بالمناطق الروسية الأخرى، قال: «لعلّكم تعلمون أن التقلّبات في الأرقام أمر ممكن في الانتخابات، وسيكون من الخطأ الجسيم استخلاص استنتاجات معينة من ذلك. فالاستنتاجات الأكثر صحة هي تلك التي تقدم الصورة العامة».
حصل «روسيا الموحدة» على 26 مقعداً في المجلس المؤلف من 45

جاءت هذه النتائج بعدما اندلعت احتجاجات في العاصمة موسكو جراء حظر عدد من كبار شخصيات المعارضة من الترشح في انتخابات المدينة. وكان المرشحون المدعومون من الكرملين قد حصلوا في الانتخابات الماضية على 38 مقعداً في مجلس موسكو المؤلف من 45 مقعداً، إلّا أنهم لم يتمكنوا من الحصول إلا على 26 مقعداً في انتخابات الأحد. وتعليقاً على النتائج، رأى زعيم المعارضة، أليكسي نافالني، الذي دعا إلى أول احتجاجات هذا الصيف بعد حظر حلفائه من المشاركة في الانتخابات، أن خسائر الحزب الحاكم تعود إلى خطة المعارضة لـ«التصويت الذكي». ودعت تلك الخطة سكان موسكو إلى التصويت للسياسيين الأكثر قدرة على هزيمة المرشحين الموالين للكرملين، مهما كان الحزب الذي ينتمون إليه.
واستفاد من ذلك «الحزب الشيوعي» الذي حصل على 13 مقعداً بارتفاع خمسة مقاعد عن السابق، وحزبا «بابلوكو» الليبرالي و«روسيا العادلة» اللذان حصلا على ثلاثة مقاعد لكل منهما. وكتب نافالتي عبر «تويتر» بعد صدور النتائج: «لقد حاربنا معاً من أجل تحقيق ذلك. أشكر الجميع على مساهمتهم». من جهته، قال رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، إن الانتخابات كانت «عاطفية وتنافسية بحقّ»، مضيفاً أن التنوّع سيكون «مفيداً» لبرلمان المدينة. وخسر رئيس فرع «روسيا الموحدة» في موسكو، أندري ميتيلسكي، مقعده الذي فاز به مرشح «الحزب الشيوعي». وقال ميتيلسكي للإعلام الروسي عند اعترافه بهزيمته: «الناس يصوتون بقلوبهم، لا بعقولهم».