قد لا يكون كشف وزير خارجية العدو، يسرائيل كاتس، عن دور إسرائيلي مباشر في التحالف الذي تنسجه الولايات المتحدة من أجل «حماية الملاحة في الخليج» مفاجئاً، ولكن هذا الإعلان يشكّل تأكيداً لحقيقة أن المعركة التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الجمهورية الإسلامية تنطلق من حسابات إسرائيلية قبل أي طرف آخر. ويبدو تصريح كاتس منسجماً مع ما هو متوقع من دور إسرائيلي مباشر في الحرب التي تتعرض لها إيران.كاتس كشف عن أن «إسرائيل تشارك في المباحثات الدولية حول هذا الشأن»، لافتاً الى أن تل أبيب «تسهم» في الجوانب الاستخبارية وغيرها من المجالات حيث «تملك القدرات والأفضلية النسبية». وأوضح في حديثه إلى أعضاء اللجنة التي ترأسها آفي ديختر (حزب «الليكود»)، أنه عقب زيارة أجراها أخيراً إلى أبو ظبي حيث اجتمع مع مسؤول إماراتي رفيع، أصدر تعليمات إلى «الخارجية» للعمل مع جميع الأطراف المعنيين في إسرائيل والولايات المتحدة لضمان المشاركة في تحالف أميركي لـ«حماية أمن الملاحة البحرية في الخليج». وقال الوزير إن «أمن الملاحة في الخليج مصلحة إسرائيلية ضمن إستراتيجية كبح الخطر الإيراني»، بما في ذلك «تعزيز العلاقة بين إسرائيل ودول الخليج»، وهو ما يعمل على إنجازه بدعم كامل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
أيضاً تنبع خصوصية الإعلان من كونه أتى على لسان وزير الخارجية، وأمام «لجنة الخارجية والأمن» التابعة للكنيست، التي يمثل أمامها كبار المسؤولين ويقدّمون تقاريرهم حول نشاطاتهم في مواجهة التهديدات. وتجدر الإشارة إلى أنه كان بإمكان تل أبيب أن تُبقي هذا الأمر سرياً، خاصة أنه منذ سنوات يُضفى طابع من السرية على ما يدلي به المسؤولون أمام اللجنة، لكن يبدو أن لهذا الإعلان حساباته الداخلية والخارجية.
وأعلنت واشنطن في تموز/ يوليو الماضي أنها تسعى إلى تشكيل تحالف عسكري في غضون أسابيع، بادّعاء حماية المياه الاستراتيجية في الخليج، وأنها ستوفر بموجب الخطة سفن قيادة للتحالف. وأمس، أعلنت بريطانيا أنها ستنضم إلى «مهمة بحرية أمنية بقيادة الولايات المتحدة... لحماية السفن التجارية التي تعبر هرمز».