وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دولة قطر بـ«المهمة» و«المؤثّرة» في الشرق الأوسط والخليج، وذلك خلال لقائه بالأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، أمس، في العاصمة الروسية موسكو. وتناول الطرفان، في لقاءٍ ثنائي، مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وأمل الرئيس الروسي، قبيل اجتماعه مع أمير قطر، أن يسفر اللقاء عن «سعي لحلول وتسوية لمعظم القضايا المعقدة»، مؤكداً رغبة موسكو في «التعاون مع الدوحة لإيجاد حلول لأصعب القضايا في المنطقة».
وكان الأمير القطري قد وصل إلى موسكو الأحد، تلبيةً لدعوة الرئيس الروسي، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، وهي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم في 25 حزيران 2013.
وأشار الرئيس الروسي إلى ضرورة «التنسيق بين مواقف البلدين في قطاع الطاقة، وخصوصاً في مجال الغاز»، مشدّداً على ضرورة مناقشة التعاون في مجال الاستثمارات بين البلدين. وأعرب بوتين عن أمله بأن تصبح الجهود التي بذلها الطرفان، في السنوات الماضية، لبناء العلاقات الثنائية، «قاعدة جيّدة لمزيد من الخطوات»، مضيفاً «نحن نعوّل على دفعة جديدة للعلاقات الثنائية».
بدوره، رأى الأمير القطري أن «روسيا تؤدي دوراً مركزياً من أجل الاستقرار العالمي»، مشيراً إلى ضرورة «إيجاد حل لمشاكل الاستقرار التي تواجهها بعض بلدان منطقتنا». وأشار إلى أن «بلاده تعوّل على المصالح المشتركة مع روسيا في مجال الطاقة»، وتحديداً الغاز. كذلك شدد أمير قطر على «أهمية التعاون الاستثماري بين البلدين»، لافتاً إلى وجود مشاريع مشتركة بين روسيا وقطر، بمشاركة الصندوقين السياديين القطري والروسي.
والتقى الأمير القطري، في لقاءين منفصلين، برئيس مجلس النواب الروسي، «الدوما»، سيرغي ناريشكين، ورئيسة مجلس الاتحاد للبرلمان، فالنتينا ماتفيينكو. وأمل الأمير القطري، خلال اجتماعه بماتفيينكو، أن تُساعد روسيا في إيجاد حلول للمشاكل «الحادّة» في المنطقة، مشيداً بـ«التنسيق القائم بين قطر وروسيا في المجالين السياسي والاقتصادي». ودعا إلى تفعيل العلاقات بين موسكو والدوحة في مختلف المجالات، بما في ذلك توثيق التفاعل بين مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي والمجلس الاستشاري لدولة قطر.
أمّا ماتفيينكو، فرأت أن مستوى التعاون السياسي بين روسيا وقطر «عال»، في ما يتعلق بتسوية الأوضاع في الشرق الأوسط. وأضافت «هناك ضرورة ملحّة لتبادل الآراء في القضايا الإقليمية، وكذلك في محاربة الإرهاب الدولي، وتسوية الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا واليمن». وتابعت ان الجانب الروسي «قلق» من انجرار دول عدّة في أزمة العلاقات بين السعودية وإيران. وأدانت ماتفيينكو الاعتداءات على البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، وحثّت الطرفين على البحث عن سبل لتسوية الخلافات.
وعن التسوية السياسية في سوريا، قالت ماتفيينكو إن من الضروري «وضع قوائم موحّدة للتنظيمات الإرهابية في إطار مفاوضات فيينا الخاصة بسوريا».
أما رئيس مجلس «الدوما»، فعقّب على زيارة الأمير القطري بقوله «إن المشاورات السياسية الروسية القطرية من شأنها أن تساعد في تهدئة الوضع المتوتر الخطير في الشرق الأوسط». وأعرب ناريشكين عن أمله بأن تصبح زيارة الأمير القطري لموسكو «مرحلة مهمة» في تطوير العلاقات بين روسيا الاتحادية ودولة قطر.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السعودية «وال» أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وجّه رسالةً خطيّة إلى الأمير القطري حول العلاقات الثنائية، وذلك عشية زيارة الأخير لموسكو. وأشارت «وال» إلى أن «الرسالة تتعلق بالعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتعزيزها والقضايا ذات الاهتمام المشترك».