مع الوقت، وكلما طالت أزمة الناقلتين المحتجزتين، يزداد المشهد في الخليج تعقيداً وتوتراً. ورغم عدم توقف الحراك الدبلوماسي، آخره زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لطهران، فإن الأزمة بين إيران وبريطانيا لم تجد سبيلها إلى الحل. على العكس تماماً، تحولت قضية الناقلتين إلى حلقة في ملف يكبر، هو أمن الملاحة في أهم ممر مائي للنفط في العالم، والذي يكاد يطغى هذه الأيام على الأزمة الأم، أي العناصر الأساسية للتصعيد بين واشنطن وطهران.في لندن، يبدو أن الحكومة الجديدة لم تتلقف مبادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني تجاه رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون، حين أبدى «أملاً» في قدرة الأخير على تغيير الوضع وحل المعضلة. وإذ تجد المملكة المتحدة صعوبة في تقبّل التعامل الإيراني الندّي معها وكسر هيبتها الأمنية والسياسية، وهي التي تملك قواعد عسكرية وقوات في الخليج، فإن مرور الوقت يظهر كمفاقم للآثار السلبية للتورط البريطاني، وهذا ما أكده نشر الحرس الثوري الإيراني أمس فيديو جديد يظهر منع بارجة حربية بريطانية من اعتراض عمليته ضد ناقلة «ستينا إمبيرو». ورفضت الحكومة البريطانية أمس مبادلة ناقلتها المحتجزة لدى إيران بـ«غريس 1» المحتجزة لدى سلطات جبل طارق. واعتبر وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أن «غريس1 جرى اعتراضها لأنها انتهكت العقوبات وكانت تحمل النفط متجهة إلى سوريا، وهذه معلومات المخابرات»، مضيفاً «كان من حقنا تماماً بموجب القانون احتجاز السفينة بالطريقة التي قمنا بها. السفينة ستينا إمبيرو احتجزت بشكل غير قانوني. هذا ليس نوعاً من المقايضة. الأمر يتعلق بالقانون الدولي وبالالتزام بقواعد النظام القانوني الدولي وهذا ما سنصرّ عليه». وشدد على رفض استمرار السلطات الإيرانية في احتجاز الناقلة. وفي مقابلة له خاطب النظام الإيراني بالقول: «إذا كان الإيرانيون يريدون الخروج من الظلام وتقبّلهم كعضو مسؤول في المجتمع الدولي، فإن عليهم الالتزام بنظام المجتمع الدولي المبني على القواعد».
قائد القوات البحرية الإيرانية: سنجري مناورات مع روسيا في الخليج


طهران التي ترفض إرسال قوات بحرية أجنبية إلى المنطقة، وجهت أمس، في المقابل، ضربة معنوية جديدة للبريطانيين ومن خلفهم الولايات المتحدة وحلفاؤها، حين نشرت شريطاً مصوراً لكيفية تعامل بحرية الحرس الثوري مع سفينة حربية بريطانية. ويظهر التسجيل توجيه البحرية الإيرانية تحذيرات للسفينة الحربية لعدم التدخل في عملية احتجاز ناقلة النفط. يقول ممثل بحرية «الحرس»: «مطلوب منكم عدم التدخل في هذه الأمور»، فيما يرد الجانب البريطاني: «هذه السفينة الحربية البريطانية فوكستروت 236. أنا على مقربة من مضيق معترف به دولياً مع سفينة تجارية إلى جواري تقوم بالمرور». ومن ثم يهدّد الجانب الإيراني بالقول في رسالة «لا تعرضوا حياتكم للخطر».
على الضفة الأميركية، جدّد وزير الخارجية مايك بومبيو تأكيد اعتزام بلاده تشكيل التحالف الدولي لحماية الملاحة في الخليج. تحالف من الواضح أنه يواجه عقبات في القدرة على التحشيد، أهمها حتى الآن التمسك الأوروبي بتمايز أي نشاط أمني في الخليج، قد يمارس، عن أهداف التحالف الأميركي. وفيما نقلت وسائل إعلام كورية جنوبية أن سيول ستنضم إلى التحالف عبر وحدة بحرية تضم مدمرة، اكتفت وزارة الدفاع الكورية بالقول إن «من الواضح أن علينا حماية سفننا في عبور مضيق هرمز... لذلك ندرس الاحتمالات المختلفة». في غضون ذلك، بدا لافتاً إعلان قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني، الأدميرال حسين خان زاده، أثناء وجوده أمس في روسيا، أن بلاده ستجري مناورات بحرية مشتركة مع القوات الروسية في منطقة الخليج ومضيق هرمز، خلال العام الحالي.