مقالات مرتبطة
ظريف: لو كانت أميركا تبحث عن سبيل للخروج بماء الوجه فهو متاح
لكن بالعودة إلى مقابلة ظريف، فإن الإشارات «الإيجابية» لم تغب عن تصريحات الرجل، إذ قال من مكان وجوده في نيويورك إن خيار بلاده «هو المقاومة أمام أي ضغط، ولكن لو كانت أميركا تبحث عن سبيل للخروج بماء الوجه من الأوضاع الراهنة فهو متاح لها». ولفت إلى أن الولايات المتحدة هي التي «حرمت نفسها من السوق الإيرانية، إلا أن هذه السوق مفتوحة أمام الشركات الأميركية». هذه المواقف تأتي بعد التفاعل الإيراني «الإيجابي» أيضاً، ولو بحذر جلي، مع المبادرة الفرنسية التي ستستكمل هذا الأسبوع. وهو ما يحتمل أن يفسر مواقف ترامب الجديدة على أنها ملاقاة للتجاوب الإيراني ودعم لمبادرة باريس، ولا سيما من خلال تخفيف لهجة الشروط والتشديد على عدم السعي لقلب النظام. وطالب نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني، إسحاق جهانغيري، الأوروبيين بـ«الضغط على الولايات المتحدة لإنهاء العقوبات وليس على إيران»، في وقت يستعد فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لاستكمال مبادرته عبر إجراء مباحثات مع كل من رؤساء إيران وروسيا والولايات المتحدة.
جميع هذه المؤشرات تقود إلى القول بأن المبادرة الفرنسية لم تفشل بعد، وهي مرشحة للتقدم أكثر في الأيام المقبلة، ولا سيما بعد مواقف ترامب وظريف، وقبلهما قول روحاني بعد زيارة الوسيط الفرنسي إلى طهران: «إذا رفعوا العقوبات وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أميركا اليوم والآن وفي أي مكان». إذاً، تقول طهران بصراحة إن التراجع عن العقوبات هو الخطوة الأميركية المطلوبة أو بادرة حسن النية التي ستقابَل من قبلها بالتراجع عن قرار رفض التفاوض. لكن في المقابل، يحاول الأميركيون على ما يبدو أخذ أكثر من قرار مبدئي بالقبول بالتفاوض، أي القبول بمفاوضات تشمل ملف اليمن والبرنامج الصاروخي، إضافة إلى السلاح النووي، كما توحي تصريحات ترامب وبومبيو، وهو ما من شأنه أن يزيد فرص المبادرة الفرنسية تعقيداً. وأمس، بدت تعليقات المرشد الإيراني، علي خامنئي، التصعيدية تجاه السياسة الأوروبية، والبريطانية خصوصاً، والتشديد على سياسة التخفف من قيود الاتفاق النووي مؤشراً إضافياً إلى عدم الثقة بقدرة الحراك الدبلوماسي الفرنسي على تقديم ما يقنع طهران. لكن مع ذلك، لا تتعارض تحذيرات خامنئي مع كونها وسيلة ضغط إضافية لتسريع التحرك الأوروبي نحو الالتزام بالتعهدات تجاه إيران.