عاد المحافظون المعارضون إلى الحكم في اليونان، بعد فوزهم الكاسح في انتخابات مبكرة جرت يوم أمس. وأظهر إحصاء رسمي لوزارة الداخلية أن حزب «الديمقراطية الجديدة» المحافظ حقق تقدماً بفارق كبير، بحصوله على 39.6 في المئة من الأصوات، مقابل 31.6 في المئة لصالح حزب «سيريزا» الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس، بعد فرز 73 في المئة من الأصوات. وقال زعيم الحزب المحافظ، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في كلمة بثها التلفزيون، إن نتيجة الانتخابات منحته تفويضاً قوياً وواضحاً من أجل تحقيق التغيير في اليونان. وأضاف ميتسوتاكيس: «أنا ملتزم بتقليص الضرائب وتوفير استثمارات كثيرة ووظائف جيدة وجديدة ونمو يسمح بتحسين الأجور وزيادة المعاشات في دولة تتسم بالكفاءة». من جهته، قال تسيبراس إنه يحترم رغبة الشعب اليوناني، وأضاف أمام الصحافيين: «اليوم نقبل حكم الشعب ورؤوسنا مرفوعة. كان علينا اتخاذ قرارات صعبة بتكلفة سياسية باهظة من أجل وصول اليونان إلى ما هي عليه الآن».
وقبيل إغلاق صناديق الاقتراع، تصدّر «الديموقراطية الجديدة» نتائج الاستطلاعات، التي منحته ما بين 155 و167 مقعداً في البرلمان، الذي يبلغ عدد مقاعده 300. وكان دعي 10 ملايين ناخب إلى التصويت في أول انتخابات عامة تجرى منذ خروج البلاد من مرحلة تلقّي حِزم الإنقاذ المالي الدولية. وجاءت هذه الانتخابات، التي جازف تسيبراس بالدعوة إليها قبل أربعة أشهر من موعدها، في ظلّ استمرار محاولات التعافي من الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وبعد أن مني بخسارة فادحة في الانتخابات الأوروبية والمحلية نهاية أيار/ مايو ومطلع حزيران/ يونيو.
وأدلى الناخبون بأصواتهم في 21 ألفاً و478 صندوقاً انتخابياً، ضمن 59 دائرة انتخابية. وتنافس في الانتخابات 20 حزباً سياسياً، فيما من المقرر أن يحصل الحزب الفائز على 50 مقعداً إضافياً، وذلك لتسهيل مهمّته في تشكيل الحكومة.
ومع تصدّر حزب «الديموقراطية الجديدة» بفارق كبير، تنتهي أربع سنوات من حكم اليسار الذي يُلقَى عليه باللوم في إثقال كاهل البلاد بمزيد من الديون وسوء إدارة الأزمات، على رغم أن عهد تسيبراس سجّل نتائج اقتصادية أفضل مما كان متوقعاً، إذ تراجعت نسبة البطالة وعاد النمو.
وبعد ثلاث سنوات على توليه رئاسة الحزب المحافظ، وعد ميتسوتاكيس، القريب من أوساط الأعمال، بـ«ترك الأزمة خلفنا»، متعهّداً بإعطاء دفع للنمو، وجذب مزيد من المستثمرين الأجانب من خلال خفض الضرائب على الشركات.
وانتخاب ميتسوتاكيس، وهو نجل رئيس وزراء سابق معروف على الساحة السياسية اليونانية، يسجل عودة «أفراد من أسرة واحدة» إلى الحكومة، في تقليد كسره تسيبراس لدى وصوله إلى سدة الحكم في سن الأربعين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)