توقّف «رئيس مجلس العلاقات الخارجية» في الولايات المتحدة الأميركية، ريتشارد هاس، أمام مشهد التصعيد بين بلاده وإيران، في مقال نشره في موقع «بروجكت سينديكيت»، رأى فيه أنه «بعد أربعين عاماً على الثورة التي أسقطت حكم الشاه، يبدو نظام إيران السياسي والديني الفريد والحكومة قويين بما يكفي لمقاومة الضغط الأميركي والتخلّص من الصعوبات الاقتصادية الحالية».وفي إطار تحليله لمدى تأثير الضغط الذي تمارسه الإدارة الأميركية الحالية على إيران، رأى السياسي الأميركي الذي عمل في فترة حكم الرئيس الأسبق، جورج بوش الابن، أن هذه «السياسة تعمل». إلا أن ذلك لم يمنعه من الإشارة إلى تضارب واضح فيها يتمحور حول واقع أنه «إذا كان الضغط واضحاً، فإن الهدف ليس كذلك»، مشيراً إلى أن «النتيجة الأكثر احتمالاً هي أن الحرب الاقتصادية الأميركية ستؤدي إلى حرب حقيقية»، مستنداً في استنتاجه إلى تأكيد إيران أنها «لن تمتصّ الألم، بل ستردّ». وفي هذا السياق، ذكّر هاس بإعلان الحكومة الإيرانية نيّتها الخروج تدريجاً من القيود المفروضة وفق «خطة العمل المشتركة الشاملة» (الاتفاق النووي)، فضلاً عن غيرها من الإجراءات التي قامت بها، منبهاً إلى أن «كل ذلك يزيد من خطر نشوب قتال مُكلف بين إيران وإحدى جاراتها أو الولايات المتحدة»، ليحذّر بناءً عليه من أن «مثل هذا القتال من شبه المؤكد أنه سيتصاعد وينتشر، تاركاً الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران في وضع أسوأ».
على الرغم من فشل محاولة شينزو آبي، إلا أن الآفاق الدبلوماسية تحسّنت


لذا، توصّل هاس، في إطار بحثه عن حلول للأزمة المستجدة، إلى أنه «في مكان ما بين الحرب المكلفة وتغيير النظام غير المحتمل، هناك احتمال ثالث، قد يتطلّب من ترامب استكشاف الدبلوماسية»، موضحاً أن هذا الحل يكمن في التفاوض على «خطة عمل مشتركة رقم 2». يرى هاس أنه «بالرغم من فشل المحاولة الأخيرة لرئيس الحكومة اليابانية، شينزو آبي، للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أنه يمكن القول إن الآفاق الدبلوماسية قد تحسّنت»، عازياً هذا التحسّن «في جزء منه» إلى «تأثير العقوبات»، وبناءً عليه، يعتقد أنه «يمكن اتفاق منقَّحاً أن يقيّد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية»، وهو ما ترفض إيران التفاوض عليه أصلاً. لكن ذلك لم يمنعه من الاستفاضة في شرح فكرته، لافتاً إلى أنه «يمكن إيران أن تحصل على تخفيف العديد من العقوبات التي فُرضَت. ويمكن الولايات المتحدة إضفاء الطابع الرسمي على بيان ترامب الذي قال فيه إنه يريد تغيير السياسة وليس النظام». أما الضمانة في شأن الحفاظ على الاتفاق، فهي بتقديمه إلى الكونغرس «للموافقة الرسمية عليه، ما من شأنه أن يشير إلى أن الولايات المتحدة لن تنسحب مرة ثانية».
في غضون ذلك، «يجب أن تبقى بعض العقوبات موجودة، بالنظر إلى النشاطات الإيرانية في المنطقة»، وفق الدبلوماسي الأميركي، الذي يذهب إلى استراتيجية أوسع مما تقدم، معتبراً أنّ «من المفترض أن تستمر إسرائيل في القيام بأعمال عسكرية محدّدة الأهداف من أجل التأكد من أن إيران لا يمكنها إنشاء بنية تحتية عسكرية في سوريا قرب الحدود الإسرائيلية، كما حصل في لبنان». كذلك الأمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة «التي يجب أن تحافظ على وجود عسكري مرتفع في الخليج أو قربه، وإبقاء جنود في سوريا، والحفاظ على وجود دبلوماسي وعسكري هادف في العراق».