فور وصوله استكمل ترامب سيل الانتقادات التي بدأها عشية الزيارة
ترامب سيسعى إلى التركيز على «العلاقة الخاصة» البريطانية ـــ الأميركية، التي واجهت اختبارات كثيرة أخيراً في عدد من الملفات، بما فيها إيران وقضية مجموعة «هواوي» الصينية. وتضغط واشنطن على لندن لاستبعاد «هواوي» من شبكتها للجيل الخامس. وفي هذا الإطار، بدا واضحاً التماشي البريطاني مع الطلب الأميركي، إذ أعلن وزير الخارجية جيريمي هنت، أمس، أن بلاده تهتم بما تقوله واشنطن عن مخاطر استخدام شبكات الجيل الخامس التي تؤسّسها «هواوي»، وأنها لا ترغب في الاعتماد بنحو مفرط على دولة ثالثة في تقنيات تكنولوجية محددة. وأضاف: «لم نتخذ قرارنا النهائي، لكننا أوضحنا أننا ندرس المسائل الفنية، أي كيفية ضمان عدم وجود باب خلفي يتيح لدولة ثالثة استغلال شبكات الجيل الخامس في التجسس علينا، وأيضاً المسائل الاستراتيجية، حتى نضمن عدم الاعتماد تقنياً بنحو مفرط على دولة ثالثة في ما يتعلق بهذه التكنولوجيا الحيوية للغاية». فضلاً عن ذلك، تحتلّ العلاقات التجارية الأساسية لبريطانيا في مرحلة ما بعد «بريكست» حيزاً كبيراً من المحادثات، وإن كان البعض في لندن يخشى ألّا تجري الأمور في مصلحة بلدهم. وسيختم الرئيس الأميركي زيارته، غداً، بعد حضور مراسم إحياء الذكرى 45 لإنزال النورماندي في بورتسموث، مع الملكة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
في غضون ذلك، وصفت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، ترامب بأنه غير مرحّب به، وأنه يشكّل خطراً على السياسة البريطانية. وفي افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن تيريزا ماي التي هرعت سابقاً، لتكون من أول المهنّئين بتولّي ترامب منصبه في واشنطن، اختارت اليوم استضافته في زيارة رسمية لا ضرورة لها، وذلك في آخر أيامها في منصبها، مضيفة أن ماي تنهي فترة حكمها التي اتسمت بالفشل، بزيارة ترامب للبلاد التي تستمر لثلاثة أيام. ووصفت الصحيفة دعوته إلى زيارة البلاد، في ظل الأوضاع السياسية التي تتخبط فيها بريطانيا، بأنها تنمّ عن تصرف «يعكس اللامسوؤلية،» مشيرة إلى أن هذا النوع من الزيارات يعتبر رمزياً للغاية. وتابعت الصحيفة أن ترامب يعتبر خطراً على السلام والديموقراطية ومناخ كوكبنا، مشيرة إلى أنه «لا يمكن إنكار أن وجود رئيس منتخب ديموقراطياً من قبل شعبه، وأكبر الحلفاء المقربين لبريطانيا، أمر جيد، إلا أن دعوته إلى زيارة البلاد واستضافة الملكة له ولزوجته ولأبنائه الأربعة، يضفي الشرعية على سياساته المدمرة، وميله إلى الاستبداد». وقالت إن ترامب صرّح، قبيل الزيارة، بأنه يجب على نايجل فاراج، الزعيم السابق لحزب «استقلال المملكة المتحدة» اليميني المتشدّد، المشاركة في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك في وقت أعلن فيه ترامب تأييده للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق. كذلك، دعم ترامب بوريس جونسون ليتولّى رئاسة حزب «المحافظين». وختمت الصحيفة بالقول إن جونسون «حصل على تأييد أقوى رجل في العالم، الذي ضرب بالديموقراطية مرة أخرى عرض الحائط».