في أوّل زيارة يقوم بها لروسيا، منذ تسلّمه مهمات وزير الخارجية الأميركية، حطّ مايك بومبيو، في منتجع سوتشي على البحر الأسود أمس، قادماً من بروكسل، لبحث عدد من القضايا الخلافية مع المسؤولين في موسكو، بما فيها العلاقات الروسية ــ الأميركية، ومصير الاتفاق النووي الإيراني، والأوضاع في سورية وأوكرانيا وفنزويلا.وفي مستهلّ محادثاته مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أقرّ بومبيو بأن «الوقت حان لتحسين العلاقات البلدين»، وذلك قبل عقد محادثات هي الأعلى مستوى بين البلدين منذ نحو عام، حيث التقى بومبيو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وأعرب الوزير عن أمله أن تتمكن موسكو وواشنطن «الخصمان» من إحلال «الاستقرار في علاقاتهما»، قائلاً: «أنا هنا اليوم لأن الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب ملتزم تحسين هذه العلاقات». وأضاف: «لدينا خلافاتنا، فكل بلد سيحمي مصالحه، وسيهتم بشعبه، ولكن لا يعني ذلك أن نكون خصوماً في كل قضية».
بدوره، قال لافروف إن العلاقات بين البلدين «في وضعٍ مؤسف»، مؤكداً استعداد موسكو لفتح صفحة جديدة مع واشنطن، وأضاف: «أعتقد أن الوقت قد حان لبدء بناء نموذج جديد للفهم المتبادل يكون مسؤولاً وبنّاءً». وبعد اجتماع دام ساعة ونصف ساعة بين الوزيرين ومساعديهما، انتقل بومبيو ليكون أعلى مسؤول أميركي يلتقي بوتين منذ قمة الأخير مع ترامب في تموز/ يوليو الماضي، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، التي أثار خلالها الرئيس «الجمهوري» صدمة لدى الطبقة السياسية الأميركية بموقفه حيال سيد الكرملين. وخلال الاجتماع، أعرب الرئيس الروسي عن رغبته في «استعادة علاقات كاملة» بين بلاده وواشنطن، مشيراً إلى أن «زيارة بومبيو لأول مرة (لموسكو) ستُسهم في تنمية العلاقات الثنائية».
وتابع بوتين: «من جانبنا، قلنا مراراً وتكراراً إننا نودّ أيضاً إعادة العلاقات بنحو كامل». وأردف: «آمل أن تتم الآن تهيئة الظروف اللازمة لذلك، لأنه على الرغم من كل الغرابة في عمل لجنة السيد مولر (قاد التحقيق في تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016) لا يزال يتعين علينا منحه الفضل. وبشكل عام، أجرى تحقيقاً موضوعياً، وأكد عدم وجود أي آثار وأي نوع من التواطؤ بين روسيا والإدارة الحالية». أما بومبيو، فأشار إلى أن بلاده وروسيا لديهما مصالح مشتركة، وقضايا يعملان فيها معاً. وقال: «يمكننا أن نتعاون في المسائل المتعلقة بكوريا الشمالية، وفي مجال الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي».