استكمالاً لمسار التصعيد الذي بدأته الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية منذ انتهاء القمة الثانية بين رئيسَي البلدين كيم جونغ أون ودونالد ترامب، في هانوي، أعلنت وزارة العدل الأميركية مصادرة سفينة شحن كورية شمالية، على خلفية «نقلها فحماً مُدرجاً ضمن عقوبات أممية»، الأمر الذي استنكرته بيونغ يانغ، وعدّته «عملاً مُخالفاً ينتهك اتفاقيات القمة التي جمعت زعيمي البلدين العام الماضي». وفي بيانٍ، طالبت وزارة الخارجية الكورية الشمالية بإعادة السفينة من دون تأخير، ورأت أن احتجاز واشنطن للسفينة «غير قانوني ينتهك روح اتفاق القمة، التي جمعت بين ترامب وكيم». وذكرت أنها ترفض قرارات مجلس الأمن الدولي ضدها، التي احتجت الولايات المتحدة بها في احتجاز السفينة، وتعدّها انتهاكاً لسيادتها.كذلك، قال متحدث باسم الوزارة إن «التصرف الأميركي الأخير يُعدّ امتداداً لطريقة الحسابات الأميركية لتركيع كوريا بأساليب أقصى الضغوط». وأضاف البيان أنّ «أكبر خطأ في الحسابات»، أن تظن واشنطن أنّ بإمكانها السيطرة على الشمال بـ«القوة»، مؤكداً أن بيونغ يانغ «ستراقب بشدة السلوك الأميركي في المستقبل». وكانت وزارة العدل الأميركية قد أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها احتجزت سفينة شحن تابعة لكوريا الشمالية اتهمتها بشحن الفحم بنحو غير قانوني، في انتهاك للعقوبات المفروضة على بيونغ يانغ. يُذكر أن إعلان واشنطن احتجاز السفينة، جاء بعد ساعات من إطلاق «الشمال» صاروخين قصيري المدى، الخميس الماضي.
رأت بيونغ يانغ في احتجاز السفينة انتهاكاً لاتفاقيات قمة كيم وترامب


في السياق نفسه، أفادت «وكالة أنباء كوريا الجنوبية» (يونهاب) نقلاً عن مصدر، عن تحليق طائرة استطلاع أميركية فوق العاصمة سيول، والمناطق المحيطة بها في مهمة جمع معلومات استخبارية في أعقاب إطلاق كوريا الشمالية عدة صواريخ. وهذه المرة الثالثة التي تقوم فيها طائرة من هذا الطراز، بمثل هذه الطلعات الاستكشافية فوق شبه الجزيرة الكورية خلال الأسبوع الماضي. وأشارت الوكالة إلى أن خبراء يرجّحون أن تكون مهمة الاستطلاعات لـ«التحضير لمواجهة تحركات عسكرية إضافية محتملة من جانب بيونغ يانغ».
في غضون ذلك، قال عضو مجلس الدولة الصيني وانغ يي، إنه لا يزال من الممكن تسوية قضية كوريا الشمالية النووية من خلال الحوار الدولي، حتى بعد تجربة بيونغ يانغ الصاروخية الأخيرة. وخلال زيارته لروسيا، أول من أمس، أضاف وانغ أن «العملية الرامية إلى حل القضية أصابها الجمود»، مستدركاً بالقول: «لاحظنا أن الشمال لا يزال متمسكاً بالهدف الأساسي المتمثل في تحقيق إخلاء شبه الجزيرة من السلاح النووي، كما لم يتخلَّ الجانب الأميركي حتى الآن عن فكرته الأساسية الخاصة بحلّ القضية من خلال الحوار». وقال: «لهذا أقول إن حلّ القضية لم يخرج عن مساره، ولا يزال في إطار حلّ سياسي»، وختم بالإشارة إلى أن سبب الجمود هو أن «الطرفين لم يتوصّلا حتى الآن إلى خريطة طريق واقعية ومناسبة للحل».