بعد انقطاع دام أكثر من 17 شهراً، عادت كوريا الشمالية أول من أمس إلى استخدام لغة «الصواريخ» في وجه الولايات المتحدة. رسالة لم تتخطّ «الخطوط الحمر» وفق ما رأى الأميركيون، لكنها في الوقت نفسه لا تخلو من دلالات بعد الانتهاكات الأميركية المتكررة لأجواء الحوار بين الجانبين.وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية أن بيونغ يانغ أجرت تجارب على صواريخ قصيرة المدى غير محددة قبالة ساحلها الشرقي، ليليها في اليوم الثاني «تدريب على توجيه الضربات» لراجمات الصواريخ المتعددة الفوهات والأسلحة التكتيكية الموجهة في بحر الشرق، في تدريب عسكري أشرف عليه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وقالت وكالة «الأنباء المركزية الكورية» إن الهدف من التدريب هو اختبار أداء «راجمات الصواريخ البعيدة المدى المتعددة الفوهات ذات العيار الضخم والأسلحة التكتيكية المُوجّهة من قِبَل وحدات الدفاع»، مضيفة ان كيم «أصدر أمراً بإطلاق النار»، وشدد على ضرورة «زيادة القدرة القتالية من أجل الدفاع عن السيادة السياسية والاكتفاء الذاتي الاقتصادي للبلاد في مواجهة التهديدات والغزوات».
بومبيو: اختبار الصواريخ لم يشكّل تهديداً على واشنطن أو حلفائها


وسرعان ما أتى الرد الأميركي على لسان الرئيس ووزير خارجيته، إذ أعرب ترامب عن اقتناعه بأن بلاده ستتوصل وكوريا الشمالية إلى اتفاق لتسوية قضية الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، وقال إنه «لا يزال يثق في أن بإمكانه التوصل الى اتفاق مع كيم»، وإنه يعتقد أن الأخير «يدرك تماماً الإمكانات الاقتصادية الكبيرة لكوريا الشمالية ولن يفعل شيئاً يعطلها أو يقضي عليها، يعرف أيضاً أنني معه ولا أرغب في النكوث بوعدي معه. الاتفاق سيتم». أما وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، فاعتبر أن اختبار كوريا الشمالية عدة صواريخ «لم يشكّل تهديداً على واشنطن أو حلفائها»، مؤكداً أنه يرى «مساراً للأمام» في المحادثات. وأشار بومبيو إلى أن الاختبار «لم يتخطّ أي حدود دولية»، داعماً بتعليقه ما قاله ترامب بعد الاختبار. وأوضح أن الصواريخ هبطت في المياه الشرقية لكوريا، وقال: «إننا نعلم أن تلك الصواريخ كانت قصيرة المدى نسبياً، كما أننا نعلم أنها لم تكن صواريخ باليستية عابرة للقارات».
في غضون ذلك، أثارت الخطوة الكورية خوفاً في سيول التي سارعت إلى دعوة «الشمال» للكف عن القيام بمزيد من هذه الأفعال. وفي بيان شديد اللهجة، قالت المتحدثة باسم الرئاسة: «نشعر بقلق شديد بشأن أحدث إجراء للشمال... إنه ينتهك اتفاقاً عسكرياً بين الكوريتين». وتوقعت المتحدثة، بعد اجتماع حضره وزير الدفاع ومستشارو الأمن بالرئاسة ورئيس المخابرات، أن تقوم بيونغ يانغ بـ«المشاركة بفعالية في الجهود الرامية الى استئناف محادثات نزع السلاح النووي على وجه السرعة».