استيقظت سريلانكا، الخميس، على خضّة أمنية جديدة، في أعقاب هجمات انتحارية هزت البلاد الأحد الماضي، وأودت بحياة 235 شخصاً بحسب آخر الإفادات الرسمية. وأعلنت الشرطة السريلانكية أن انفجاراً وقع، صباح أمس، في بلدة بوغودا شرقي العاصمة كولومبو، من دون أن يسفر عن سقوط ضحايا. وترافق هذا التطور مع إغلاق السلطات الشارع الذي يقع فيه مبنى البنك المركزي في العاصمة، وكذلك الطريق المؤدي إلى مطارها، لفترة وجيزة، بسبب مخاوف من وجود قنبلة، قبل أن تعلن لاحقاً أن التحذير كان إنذاراً كاذباً وتُعاود فتح الطرقات.وتوازياً مع حالة الاستنفار الأمني، تتواصل حملات اعتقال أشخاص مشتبه في تورطهم بتفجيرات الأحد. وشهد ليل الأربعاء ـــ الخميس اعتقال 16 شخصاً، بينهم أجانب. ويوم أمس، أفاد المتحدث باسم الشرطة، أيضاً، باعتقال ثلاثة أشخاص، ومصادرة 21 عبوة ناسفة محلية الصنع، وستة سيوف خلال مداهمة في كولومبو. وتأتي هذه الاعتقالات في وقت تتابع فيه السلطات تحقيقاتها في التفجيرات، بالتعاون مع جهات دولية، على رأسها الولايات المتحدة، التي قال وزير خارجيتها، مايك بومبيو، إن «كل المؤشرات تدل على أن هذا كان، على الأقلّ، بإلهام من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».
في غضون ذلك، لا تزال تتكشّف المعطيات المؤكدة وجودَ تقصير لدى السلطات في محاولة منع الاعتداءات. وجديدها ما كشفته نيودلهي أمس، من أنها حذرت كولومبو من احتمال وقوع الهجمات قبيل أسبوعين على الأقل من عيد الفصح، معتمدة في ذلك على عدة عناصر من بينها تسجيلات مصوّرة ضبطتها الشرطة الهندية أثناء عمليات دهم عام 2018.
ومن شأن هذه المعطيات أن تضاعف حالة الإحراج لدى السلطات السريلانكية، خصوصاً بعدما تبين أن قائد الشرطة أصدر مذكرة تحذيرية في 11 نيسان/ أبريل، لكنها لم ترفع إلى رئيس الوزراء ووزراء آخرين معنيين. ومدفوعاً بهذا الإحراج على ما يبدو، وأيضاً بالمطالبات البرلمانية بالقبض عليه، وكذلك بدعوة الرئيس السريلانكي، مايثريبالا سيريسينا، إياه إلى التنحي، أعلن وزير الدفاع، هيماسيري فرناندو، أمس، استقالته من منصبه، في ظلّ اتهامات مُوجّهة إليه بعدم اتخاذ إجراءات وقائية على رغم توافر معلومات سرية مسبقة.
وأثار الكشف عن تلك المعلومات موجة غضبة شعبية، في وقت تصاعد فيه التوتر على خلفية الخوف من ردود فعل انتقامية بحق المسلمين وردود مضادة. وفيما تواصل خلال الساعات الماضية فرار مئات المسلمين من إقليم نيجومبو على الساحل الغربي للبلاد، طُلب من جميع الكنائس الكاثوليكية إغلاق أبوابها وتعليق الصلوات إلى أن تستتبّ الأوضاع.
(رويترز، أ ف ب)