قابل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو التصعيد الأميركي الأخير والتهديد الجديد باللجوء إلى مجلس الأمن، باستهزاء وسخرية، وذلك بعدما أعلنت واشنطن تقديم نائب الرئيس مايك بنس مشروع قرار لطرحه في الأمم المتحدة، ويقضي بالاعتراف بالانقلابي خوان غوايدو. مادورو ندّد بـ«غطرسة» بنس، الذي «جعل نفسه أضحوكة». وقال في خطاب متلفز: «جعل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس نفسه أضحوكة في مجلس الأمن الدولي. أنا لا أفهم غطرسته وغروره»، في ما يعدّ أفضل تعبير عن الاحتمال الكبير للفشل الذي سيواجهه هذا المشروع، في ظل توقُّع عدم تمكّن الولايات المتحدة من حصد الدعم الكافي له. تنديد مادورو ترافق مع إعلانه التوصل إلى اتفاق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإدخال مساعدات إنسانية إلى بلاده، التي تشهد نقصاً حاداً في الأغذية والأدوية والمواد الأساسية. وفي هذا الإطار، قال على هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية، إن حكومته والصليب الأحمر اتفقا على «العمل سوياً مع وكالات الأمم المتحدة، لإدخال جميع المساعدات الإنسانية التي يمكن إدخالها إلى فنزويلا». وشدد الرئيس الفنزويلي على أن حملة المساعدات الجديدة يجب «إدارتها من دون تدخل سياسي ومن دون استقطاب سياسي مسرحي وعبر قنوات القانون والاحترام».
موراليس: ترامب يعوق الحوار بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا


كذلك، أعلنت الحكومة الفنزويلية عودة التيار الكهربائي إلى كافة مناطق البلاد، مع ترقّب بعض ساعات التقنين، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من انقطاع الكهرباء مجدداً عن مناطق واسعة. وقال وزير الاتصالات خورخي رودريغيز: «نؤمن حالياً خدمة (التغذية بالتيار الكهربائي) على كافة أراضي الوطن»، وذلك خلال مداخلة عبر التلفزيون الرسمي هي الأولى للحكومة منذ انقطاع التيار. وأضاف أن الانقطاع الأخير سبّبه «عطل» أصاب عند الساعة 03:20 ت غ محطة توليد الكهرباء في غوري في جنوب فنزويلا، التي توفّر 80% من إمدادات الكهرباء.
وفيما يتواصل التصعيد الأميركي ضد الحكومة الاشتراكية، يقابله دعم آخر من قبل حلفائها. وفي هذا السياق، أعلن الرئيس البوليفي، خوان ايفو موراليس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يعوق الحوار بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا. وفي مقابلة مع وكالة «الأناضول»، على هامش زيارته لتركيا، قال موراليس إنه «عند حدوث أي خلاف في بلد ما حول العالم، فإن الأَولى بإيجاد حل لذلك الخلاف هو شعب ذلك البلد ومسؤوليه، عبر الحوار». وأشار إلى أن «الموقف الأميركي ممّا يجري في فنزويلا، لا يعدّ تدخلاً بشؤون الأخيرة فقط، بل يعتبر تدخلاً في شؤون البلدان الأخرى أيضاً». كذلك، أكد موراليس أن «الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وشعبه، يريدون الحوار». وقال: «لدينا معلومات عن رغبة المعارضة أيضاً في الحوار. إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعوق اجتماع الأطراف على طاولة الحوار».
وأضاف: «جميع المساعي الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة الفنزويلية، تعرّضت لتدخلات من قبل الولايات المتحدة، حالت دون تحقيق أهدافها. الأمر الذي يعدّ اعتداءً واضحاً على سبل الحوار»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «من يؤيد الحوار، ليس بابا الفاتيكان أو المكسيك والباراغواي فقط، بل الجميع، إلا أن التعليمات القادمة من واشنطن تؤدي إلى ابتعاد المعارضة عن الحوار».