ولكن، في مقابل ذلك، نُظر إلى وعد عمران خان في الهند على أنه «نصر دبلوماسي» لنيودلهي؛ على اعتبار أن إسلام أباد «رضخت للضغوط»، في وقت دعا فيه الرئيس ناريندا مودي، المواطنين، أمس، إلى «الوقوف سداً منيعاً» في وجه العدو الذي «يسعى إلى زعزعة استقرار الهند».
يأتي ذلك في حين أعلنت هيئة الطيران المدني الباكستانية فتح مجالها الجوي مؤقتاً أمام الرحلات التجارية. وقالت، في تغريدة على موقع «تويتر»، إن قرارها إغلاق المجال الجوي للبلاد سيسري حتى منتصف ليل الخميس ــ الجمعة. كذلك، أعلنت شركة الخطوط الجوية الباكستانية أنها ستستأنف مؤقتاً الرحلات المتجهة إلى السعودية والإمارات.
وكانت الغارات التي شنّها البلدان عبر الحدود بينهما قد أثارت قلق العالم، الأمر الذي دفع دولاً كبرى من بينها الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى الأمم المتحدة، إلى دعوة الطرفين إلى ضبط النفس. كذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن استعداد بلاده للعب دور وسيط بين باكستان والهند.
وكان قد سبق الإعلان الباكستاني عن إطلاق الطيار، إعراب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن التفاؤل بحلّ التوتر بين البلدين، قريباً. فقد قال في مؤتمر صحافي في هانوي، عقب قمته مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إنه تلقى «أخباراً جيدة نسبياً من باكستان والهند». وأشار إلى أن الولايات المتحدة «تبذل جهوداً لمحاولة جعل (البلدين) يتوقفان» عن التصعيد. وأضاف: «لدينا أخبار جيدة نسبياً، ونأمل في أن ينتهي» النزاع. إلا أن مصادر في الحكومة الهندية قالت إنها غير متأكدة عن ماذا يتحدث ترامب. من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس، أنه تحدث مع الزعيمين الهندي والباكستاني، وحثّهما على تجنّب «أي تحرك من شأنه تصعيد الخطر وزيادته بشدة».
دعا مودي المواطنين إلى «الوقوف سداً منيعاً» في وجه العدو
التصريحات الأميركية جاءت بعدما أعرب سفير باكستان لدى واشنطن، أسد مجيد خان، أول من أمس، عن أسفه لأن الولايات المتحدة لم تُدِن انتهاك سلاح الجو الهندي لأجواء بلاده، وشنّه غارة على معسكر في أراضيها، معتبراً أن هذا الموقف «شجّع» نيودلهي. وقال خان للصحافيين، رداً على سؤال عن البيان الذي أصدره بومبيو عقب الغارة الجوية الهندية على معسكر تدريبي لجماعة إسلامية متطرفة في باكستان، إن البيان «فُسّر وفُهم على أنه تأييد للموقف الهندي، وهذا ما شجّعهم (الهنود) أكثر». لكن خان أشار إلى أن باكستان، التي تقترب أكثر فأكثر من الصين على وقع التباعد المتزايد بينها وبين الولايات المتحدة، تتطلّع إلى دور أكبر للدبلوماسية الأميركية في نزع فتيل التصعيد الراهن بين إسلام أباد ونيودلهي.