عادت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إلى بروكسل مجدداً، على أمل التوصل إلى حلّ مع الاتحاد الأوروبي في شأن خروج بريطانيا من التكتل، وذلك بعد سلسلة اجتماعات عُقدت بين مسؤولي الاتحاد وبريطانيا في الأيام الأخيرة، لم تُسفر عن انفراجة. وفي حين التقت فيه ماي رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، قال متحدث باسم الأولى إن هذا الاجتماع جزء «مهم» من عملية الحوار مع الاتحاد الأوروبي، في وقتٍ أفادت فيه مصادر بأنّ من غير المؤكد «ما إذا كانت الاجتماعات التي ستعقد هذا الأسبوع، ستتوصل إلى وسيلة ملموسة لكسر الجمود في البرلمان البريطاني»، وهو ما عبّر عنه يونكر، أيضاً، إذ قال عشية اللقاء: «سنجري مباحثات ودية، لكنني لا أتوقع تقدماً».
وتتعلق النقطة الرئيسة العالقة بما يسمى الترتيب الخاص بإيرلندا، وتحديداً التوصل إلى سياسة تؤمّن منع عودة عمليات التفتيش المكثفة على الحدود الحساسة بين جمهورية إيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، وإيرلندا الشمالية. وفي هذا السياق، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن «دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين لن تعيد فتح اتفاقية الخروج، ولا يمكننا قبول حدّ زمني للترتيب الخاص بإيرلندا، أو بند للخروج من جانب واحد»، مضيفاً أن «محادثات أخرى ستُعقد هذا الأسبوع، لمعرفة ما إذا كان يمكن إيجاد وسيلة لتحقيق أكبر دعم ممكن في البرلمان البريطاني، واحترام الخطوط الرئيسة التي اتفق عليها المجلس الأوروبي». وأشار المتحدث إلى أن بروكسل ستستمع إلى الحكومة البريطانية وتعمل معها، من أجل تحقيق انسحاب منظم للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 29 آذار/ مارس. وفي غضون ذلك، أعلن مسؤول بارز في الحكومة البريطانية أن رئيسة الوزراء ستعقد محادثات ثنائية مع زعماء في الاتحاد الأوروبي، خلال قمة بين الاتحاد والجامعة العربية في مصر مطلع الأسبوع المقبل.
أعربت ماي عن إحباطها من استقالة النائبات الثلاث


على خط موازٍ، واجهت ماي، أمس، أزمة من نوع آخر، في ظلّ انتقال عدوى «الانشقاقات» من حزب «العمال» المعارض إلى حزب «المحافظين». فقد أعلنت ثلاث نائبات استقالتهن من الحزب الحاكم، في وقت انضمّت فيه نائبة جديدة من حزب «العمال» إلى زملائها المستقيلين قبل يومين. وأعلنت النائبات عن حزب «المحافظين»: آنا سوبري، وهيدي آلن، وساره وولاستون، في رسالة إلى ماي،​ نية الانضمام إلى «المجموعة المستقلة» التي أسّسها سبعة نواب «عماليين» يوم الاثنين الماضي. وقالت النائبات إن «السبب وراء استقالتهن يعود إلى الطريقة التي تتعامل بها رئيسة الوزراء مع بريكست». كذلك، اتهمن «المحافظين» بـ«تبني سياسات يمينية أقرب إلى حزب استقلال المملكة المتحدة المتطرف، والعمل على تحقيق بريكست مشدد».
في المقابل، أعربت ماي عن إحباطها من هذه الاستقالة، قائلة: «أشعر بالحزن لهذا القرار. لقد قامت هؤلاء الثلاث بخدمات متفانية لحزبنا على مرّ السنين، وأشكرهن على ذلك». وأضافت: «بالطبع، فإن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي كانت ولا تزال مصدر خلاف في حزبنا وبلدنا»، مشيرة إلى أن «إنهاء عضوية دامت لأربعة عقود لن يكون أمراً هيّناً. ولكن بالتزامنا ببياننا الانتخابي، وتطبيق قرار الشعب البريطاني، فإننا نقوم بالأمر الصحيح تجاه بلدنا».