تتمسك المعارضة الفنزويلية بقيادة الانقلابي خوان غوايدو، ومن خلفه الولايات المتحدة، بالتصعيد ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، من بوابة المساعدات الأميركية التي رفض الأخير دخولها إلى البلاد. وأمس، عاد أنصار غوايدو للتظاهر في الشارع، مطالبين بإدخال المساعدات الأميركية، وشهدت بلدة أورينا المقابلة لمدينة كوكاتا الكولومبية، حيث تتكدس المعونات، احتجاجات لمئات المعارضين، بالتزامن مع تظاهرات في العاصمة كاراكاس لبّت ثالث دعوة لغوايدو بعد ثلاثة أسابيع على إعلان رئيس البرلمان نفسه رئيساً.وفي موقف تحدٍّ، قال غوايدو إن «23 شباط/ فبراير سيكون اليوم الذي تدخل فيه المساعدة الإنسانية (الأميركية) فنزويلا». وفي موقف آخر، أكد غوايدو في مقابلة مع صحيفة «إسرائيل هيوم» أمس، أنه يسعى إلى إصلاح العلاقات مع إسرائيل، قائلاً: «يسعدني أن أعلن أن عملية إرساء العلاقات مع إسرائيل بلغت ذروتها»، واعداً بافتتاح سفارة في فلسطين المحتلة.
وكما بات معتاداً، قابلت التظاهرات المعارضة تظاهرات مؤيدة لأنصار غوايدو خرجت تحت شعار رفض «التدخل الإمبريالي»، في وقت أعلن فيه الجيش الفنزويلي الشروع في تدريبات عسكرية تستمر حتى الجمعة المقبلة، وذلك بهدف «تعزيز قدرات البلاد الدفاعية». وقال وزير الدفاع، الجنرال فلاديمير بادرينو، إن الجيش «عزّز وجوده على الحدود».
قال وزير النفط إن كاراكاس تبحث عن تكتل تجاري لمعاملات غير دولارية


وتحاول كاراكاس تحصين نفسها في وجه الضغوط الاقتصادية الناجمة عن تعزيز الحصار ومضاعفة العقوبات الأميركية، فيما قال وزير النفط، أمس، إن بلاده تأمل أن تشكل تكتلاً تجارياً يضم الصين والهند وروسيا، ويساعد على تسوية مدفوعات النفط بعملات غير دولارية.
دولياً، بعد تقديم كل من الولايات المتحدة وروسيا، الاثنين الماضي، مشروعين متعارضين بشأن فنزويلا إلى مجلس الأمن، طرحت موسكو مبادرة جديدة لحل الأزمة. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، إبداءه استعداد بلاده تسهيل حوار بين الحكومة والمعارضة. وقال ريابكوف: «لا نزال نجري اتصالات مهمة جداً مع حكومة هذا البلد وعلى استعداد لبذل جهود من أجل تسهيل عملية إيجاد سبل للخروج من هذا الوضع»، مضيفاً: «بإمكاني أن أؤكد لكم أنه يجري إعداد مقترحات مختلفة طُرحَت بالفعل على أصدقائنا الفنزويليين».
في غضون ذلك، كرر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عرضه تقديم المساعدة لإنهاء الأزمة. وفي لقاء مع وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرياسا، أكد غوتيريش أن عرضه تقديم المساعدة إلى الطرفين لا يزال قائماً، وذلك من أجل «إجراء محادثات جادة للمساعدة في إخراج البلاد من المواجهة الحالية، لفائدة الشعب الفنزويلي»، كما نقل المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك.
أما أرياسا، فأعاد في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك توصيف ما تشهده البلاد بـ«انقلاب علني هو الأول من نوعه»، مشيراً إلى أن حكومته تدرس عرض المساعدة الذي قدمته الأمم المتحدة. وقال: «لا توجد شروط مسبقة بين الفنزويليين، كل ما نطلبه أن تبتعد المعارضة عن واشنطن وساعتها نجلس ونحتكم إلى الدستور الذي يحكمنا جميعاً في فنزويلا».
وأضاف الوزير: «الرئيس الأميركي ومستشاره (للأمن القومي) جون بولتون يهددان علانية بغزو عسكري لبلادي، وهذا يتعارض تماماً مع ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على عدم جواز تهديد أي دولة عضو باستخدام القوة العسكرية»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه اجتمع أمس بممثلي دول «مجموعة عدم الانحياز»، و«جميعهم أكدوا مواقفهم الداعمة لبلادي ومساندتهم للرئيس مادورو، وأعلنوا تضامنهم مع الشعب».