أدّى السياسي اليميني، جايير بولسنارو، اليمين الدستورية أمام البرلمان يوم أمس، ليصبح بذلك الرئيس الـ 38 للبرازيل، متعهّداً بمكافحة الفساد في البلاد التي رأى أنها «تحرّرت من الاشتراكية» بعد توليه السلطة. وفي أول كلمة مقتضبة له أمام البرلمان، تعهد بولسنارو (63 عاماً) بـ«تحرير البرازيل نهائياً من نير الفساد والإجرام والتفلت الاقتصادي والقيود الأيديولوجية»، داعياً أعضاء الكونغرس إلى تحمّل مسؤولياتهم والمشاركة معه في تحقيق هذه الأهداف. وفيما طالب بـ«ميثاق وطني حقيقي بين المجتمع والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية»، شدّد الرئيس البرازيلي على ضرورة تحفيز الاقتصاد «لكسب الثقة اللازمة لفتح أسواقنا على التجارة الدولية، عبر تشجيع المنافسة والإنتاجية والفعالية من دون توجهات أيديولوجية».
وبدا الرئيس البرازيلي الجديد محافظاً جداً بشأن القضايا الاجتماعية، إذ وعد بـ«احترام الديانات والتقاليد اليهودية ــــ المسيحية»، وبمكافحة «أيديولوجية الجندر»، وفق تعبيره. كما كرر عزمه على السماح بحمل السلاح، معتبراً أنّه «يحقّ للناس الجيدين التزوّد بما يتيح لهم الدفاع عن أنفسهم». ويأتي ذلك بعدما ذكر، يوم السبت الماضي، أنه يعتزم إصدار مرسوم يتيح لكل البرازيليين الذين ليس لهم سجلّات جنائية حيازة أسلحة نارية، وذلك تنفيذاً لما تعهّد به طوال حملته الانتخابية.



نهاية الاشتراكية؟
لاحقاً، وفي خطابه للأمة بُعيد تنصيبه رئيساً، قال بولسنارو إنّ البرازيل «تحرّرت من الاشتراكية» بعد توليه السلطة، في إحالة على ما يبدو إلى عجز حزب «العمال» اليساري عن إصلاح الوضع الاقتصادي رغم حكمه البلاد مدّة 13 عاماً. وفي هذا الإطار، قال الرئيس الجديد: «اليوم بدأ الشعب بالتحرّر من الاشتراكية»، مضيفاً وهو يلوح بالعلم البرازيلي: «هذا هو علمنا، ولن يكون أبداً أحمر اللون (...)، إلا في حال كان علينا أن نضحّي بدمائنا». وفيما تعهّد باحترام الديموقراطية وتنفيذ إصلاحات اقتصادية صعبة تعدّ ضرورية لإعادة اقتصاد أكبر دولة في أميركا اللاتينية إلى مساره، قال بولسنارو: «لدينا أمة عظيمة تحتاج إلى إعادة البناء»، مضيفاً: «كونوا واثقين بأنّني سأبذل كل ما في وسعي لبناء برازيل أحلامنا».



تقارب مع إسرائيل
ما بدا لافتاً خلال حفل التنصيب هو حضور كل من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ممثلاً عن الرئيس دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ليكون أوّل رئيس وزراء إسرائيلي يزور البرازيل ويشارك في مراسم تنصيب رئيسها. وفي مؤشر على توجّهاته، رحّب بولسنارو بحرارة بحضور الأخير، الذي قال إن الرئيس الجديد طمأنه إلى أن البرازيل ستنقل سفارتها إلى القدس المحتلة.
كذلك، أعرب بولسنارو عن إعجابه بترامب، الذي يتشارك معه في العديد من آرائه وتوجهاته المثيرة للجدل، كما وعد بسحب البرازيل من ميثاق الأمم المتحدة للهجرة، مشيراً إلى أنه يفكر في الخروج كذلك من اتفاق باريس للمناخ.
بدوره، بادر الرئيس الأميركي إلى تهنئة بولسنارو في تغريدة عبر «تويتر»، قائلاً: «تهانيّ للرئيس بولسنارو الذي ألقى خطاباً رائعاً في حفل تنصيبه. إن أميركا معك!».