استقال المبعوث الأميركي لدى «التحالف الدولي» ضدّ «داعش»، بريت ماكغورك، إثر قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا. الاستقالة التي قلّل ترامب من شأنها، جاءت بعد يوم واحد على استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، بسبب خلافاته مع ترامب.بحسب مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، لم يكشف عن هويّته، فإنّ الاستقالة ستصبح سارية في نهاية الشهر الحالي، موضحاً أنّ ماكغورك سلّم رسالة استقالته إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، أول من أمس.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ ماكغورك الذي كان من المقرّر أن يغادر منصبه في شباط/ فبراير المقبل، قدّم هذا الموعد بسبب التطورات التي حدثت خلال الأسبوع الجاري.
وكتب ماكغورك في رسالة استقالته التي اطّلعت عليها صحيفة «نيويورك تايمز»، أنّ قرار ترامب الانسحاب من سوريا شكّل «صدمة» و«انقلاباً كاملاً على السياسة التي قدّمت لنا»، مضيفاً أنّ القرار «ترك التحالف في حالة قلق وشركاءنا في المعارك في حالة إحباط». وتابع: «عملت هذا الأسبوع على محاولة إدارة بعض الآثار (للقرار)... لكن في نهاية المطاف، أدركت أنّني لا أستطيع تنفيذ هذه التوجيهات والبقاء نزيهاً». ورأى أنّ مقاتلي «داعش» لم يُهزموا في الواقع، وأنّ سحب القوات الأميركية قبل الأوان، قد يعزّز الظروف التي تسمح للجهاديين بإعادة تجميع قواهم في المنطقة.
من جهته، قلّل ترامب من شأن استقالة ماتيس وماكغورك؛ وكتب سلسلة تغريدات عبر «تويتر» يهاجم فيها الأخيرين، ويجدّد دفاعه عن قراره الانسحاب من سوريا. وقال: «ماكغورك الذي لا أعرفه، عيّنه الرئيس (باراك) أوباما عام 2015. وكان من المفترض أن يغادر منصبه في شباط/ فبراير، لكنّه استقال قبل الأوان. (هل هو) استعراضي؟ الأخبار الكاذبة تضخّم هذا الحدث الذي لا يساوي شيئاً».


وهاجم ترامب ماتيس في تغريدة أخرى، معتبراً أنّه «حين فصل الرئيس أوباما ماتيس بشكل غير لائق، منحتُه فرصة ثانية»، مشيراً إلى نقطة خلاف رئيسية بينه وبين وزير الدفاع المستقيل، بالقول: «الحلفاء مهمّون جداً، لكن ليس الأمر كذلك عندما يستغلّون الولايات المتحدة».


في الوقت ذاته، انتقد ترامب وسائل الإعلام المحلية، وكتب: «لو أيّ شخص آخر غير رئيسكم المفضل أعلن، بعدما تم القضاء على الدولة الإسلامية في سوريا، أننا سنعيد القوات (بسعادة وصحة جيدة)، فسيكون هذا الشخص البطل الأكثر شعبية في أميركا... لكن معي شخصيّاً، تهاجمني وسائل إعلام الأخبار الكاذبة بقسوة. جنون!».
وقال: «حول سوريا، كان يجب في الأساس أن نبقى ثلاثة أشهر وهذا حدث قبل سبع سنوات... ولم نرحل حينها». وأضاف: «عندما تولّيت الرئاسة، كان داعش يتصرّف برعونة. والآن هُزم داعش إلى حد كبير وينبغي أن تكون بعض الدول الأخرى في المنطقة، بما في ذلك تركيا، قادرة على التكفّل بما تبقّى من فلوله. نحن عائدون إلى الوطن!».