غادر وزراء حزب «التحالف الفلمنكي» البلجيكي يوم السبت، اجتماعاً استثنائياً خُصّص لملف ميثاق الأمم المتحدة من أجل الهجرة، ليعلن الحزب في صباح اليوم التالي انسحابه من الحكومة، وتقديم وزرائه استقالتهم، بسبب «تباين عميق» حول ميثاق الأمم المتحدة للهجرة، الأمر الذي وضع حكومة البلاد في مأزق.وجاءت الاستقالة على لسان وزير الداخلية جان جامبون، إذ قال لإذاعة «VRT» الناطقة بالفلمنكية، أمس، إنه يعلن رسمياً، وعبر الإذاعة، استقالة جميع الوزراء المنتمين لحزبه من الحكومة على خلفية إقرار البرلمان الفيدرالي المقترح الخاص المتعلق بميثاق الأمم المتحدة للهجرة. وكان البرلمان البلجيكي، قد أقرّ وبغالبية الأصوات، الأربعاء الماضي، المقترح الخاص بتوقيع البلاد ومصادقتها على ميثاق الأمم المتحدة للهجرة، على رغم إعلان التحالف «الفلمنكي» (يمين متطرف) رفضه للخطوة.
كان الميثاق موضع توافق في الحكومة في الصيف لكن «الفلمنكي» غيّر رأيه


ومن المنتظر أن يوقع رئيس الوزراء، شارل ميشيل، على الوثيقة المذكورة، خلال مشاركته بالمؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الميثاق، في مدينة مراكش المغربية، بين اليوم وغد. وسيتم التوقيع على الميثاق في الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة يوم 19 من الشهر الجاري. وأعلنت دول عدة أنها لن تصادق على الميثاق غير الملزم، والذي يهدف لتنظيم الهجرة. وقَبل الملك فيليب استقالات وزراء الحزب أمس، عقب لقائه رئيس الوزراء في القصر الملكي، وفق ما ورد في بيان. وقدّم ميشال للملك أسماء الأشخاص الذين سيحلون محل وزراء الحزب في وزارات الداخلية والمالية والدفاع والهجرة. وقال ميشال لاحقاً في تصريح تلفزيوني: «آسف لما وصلنا إليه»، مضيفاً أن «ائتلافاً مسؤولاً يتشكل»، وداعياً إلى «الحوار مع البرلمان لأن أي انتخابات مبكرة قد تعطل البلاد طوال عام». يُذكر أن انسحاب «الفلمنكي» يشير إلى أن ميشال لن يحظى بالغالبية البرلمانية لمدة خمسة أشهر قبيل الانتخابات التشريعية المقررة أواخر أيار/ مايو المقبل.
وتشهد الحكومة منذ أربع سنوات هزات بسبب اتخاذها مواقف يعتبرها التحالف «الفلمنكي» «متطرفة»، في شأن ملف الهجرة. وكان الميثاق موضع توافق في الحكومة خلال هذا الصيف قبل أن يغيّر «الفلمنكي» رأيه في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر جراء الانتقادات التي وجهها إليه المستشار النمسوي سيباستيان كورتز.
وبعد استقالة «الفلمنكي» بات من المفروض على ميشيل، تشكيل حكومة جديدة تتألف من «الليبراليين»، و«الفرنكفونيين» و«الفلامانيين»، و«الديموقراطيين المسيحيين الفلامنكيين». وبالتالي حكومة جديدة في شكل جديد تضم أقلية من الأحزاب، لتسيير البلاد حتى الانتخابات التشريعية.