هاجمت افتتاحية «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، ما وصفته بـ«حملة ديماغوجية» يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أسبوعين من توجه الأميركيين في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النصفية لأعضاء الكونغرس وحكام الولايات.وقالت الصحيفة إن ترامب «لم يستند إلى أي وقائع» حين حذّر الجماهير، من على منصات الحملات الانتخابية والمنابر الإعلامية، من «عصابة» من الديموقراطيين تسعى إلى جر البلاد إلى «عصر الحدود المفتوحة والجريمة المتفشية والفوضى الاجتماعية والتطرف الاقتصادي».
ففي الأيام القليلة الماضية، عاد الرئيس الأميركي إلى خطابه المعادي للمهاجرين، وقام بتصعيد لغة التهديد في هذا الملف على جميع المحاور، وفي مقدمتها موقع «تويتر». وهدد ترامب، الثلاثاء، بقطع أو تخفيض المساعدات عن هندوراس وغواتيمالا والسلفادور، إذا فشلت تلك الدول في منع المهاجرين من عبور حدودها بهدف الوصول إلى الولايات المتحدة. وجاءت هذه التصريحات في وقت لا تزال تتقدم فيه قافلة مهاجرين انطلقت من هندوراس باتجاه الولايات المتحدة، بعدما نجحت في اختراق الحدود المكسيكية. وكان المتحدث المساعد باسم الأمم المتحدة فرحان عزيز حق، قد أعلن أن قافلة المهاجرين من أميركا الوسطى تضمّ، وفق تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، «7233 شخصاً، معظمهم ينوي مواصلة السير نحو الشمال»، مشيراً إلى ضرورة أن «يتمّ التعامل معهم باحترام وكرامة».
«نيويورك تايمز»: لا خيار أمام ترامب سوى إعادة إحياء قاعدته الشعبية الأصلية


وبالعودة إلى «نيويورك تايمز»، أشارت الصحيفة إلى أن ترامب، مخاطباً الحشود في نيفادا نهاية الأسبوع الماضي، قال إن سكان كاليفورنيا يطالبون بـ«الخروج من مدن الملاذ» (أي الولايات والمدن الأميركية التي تشكل ملاذات آمنة للمهاجرين غير الشرعيين)، وزعم أن الديموقراطيين «سوف يتطلعون قريباً إلى توزيع سيارات فاخرة مجانية على مهاجرين غير شرعيين». ونفت الافتتاحية صحة ادعاءات ترامب هذه، مشيرة كذلك إلى تغريدة للرئيس على «تويتر» زعم فيها أن قافلة المهاجرين تضمّ «أشخاصاً من الشرق الأوسط وأعضاء في عصابة أم أس-13» الإجرامية. ويواصل ترامب بشكل شبه يومي هجماته ضد «القافلة»، التي يعتبرها «حالة طوارئ قومية» تستدعي تدخّل قوات حرس الحدود الأميركية. ووضعت الصحيفة تصعيد ترامب للخطاب المعادي للمهاجرين في سياق «لعبة الاستقطاب التي يستمتع بها... فهو يحب المشاجرة»، معتبرة أنه «لا يهتم سوى بثروته السياسية والشخصية».
وتمثل انتخابات هذا العام تحدياً للحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديموقراطي، إذ يحاول الأخير انتزاع الأغلبية من الأول في أحد مجلسَي الكونغرس: الشيوخ والنواب، أو كليهما. ويتمتع الجمهوريون بالحد الأدنى من الأغلبية في مجلس الشيوخ بـ 51 مقعداً مقابل 47 للديموقراطيين ومقعدين مستقلين. أما في مجلس النواب، فيحظى الجمهوريون بأغلبية 236 نائباً مقابل 193 نائباً ديموقراطياً في ظل وجود ستة مقاعد شاغرة. ويحتاج الحزب الذي يسعى للحصول على الأغلبية في المجلس إلى الفوز بـ 218 مقعداً على الأقل.
واختتمت «نيويورك تايمز» بالقول إنه في ظل إخفاقات ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض، لا خيار أمامه سوى إعادة إحياء قاعدته الشعبية الأصلية. وفي حين أن هذه الاستراتيجية ستشد عصب المتشددين في كلا الحزبين، فإنها «تخفض من معنويات ملايين الأميركيين الذين ضاقوا ذرعاً من حلقة غضب لا نهاية لها».
وتعتبر الصحيفة الأميركية واحداً من المنابر الإعلامية الكثيرة التي دخلت في «حرب مفتوحة» مع الرئيس منذ انتخابه في 2016. وغالباً ما يهاجم ترامب وسائل الإعلام، التي يتهمها بنشر الأكاذيب والافتراءات واختراع قصص «مثيرة للاشمئزاز» تتعلق به وبحياته. ولعل المواجهة الأكبر هي بين ترامب وشبكة «سي ان ان» الإخبارية، التي تمنى ترامب، الاثنين، أن يتم حظرها. وكتب في تغريدة عبر «تويتر»: «لقد ذكر فيسبوك للتو أنه يقوم بإعداد نظام لتطهير الموقع من الأخبار الكاذبة... هل يعني ذلك أن سي ان ان ستتوقف أخيراً عن العمل؟».