تحتضن الأمم المتحدة لقاءً بين الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، والزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي، يوم الجمعة المقبل، في محاولةٍ للدفع باتجاه استئناف مفاوضات إعادة توحيد الجزيرة المتوسطية المتوقفة منذ 15 شهراً.سيلتقي الرئيسان في المنطقة المنزوعة السلاح، التي تشرف عليها الأمم المتحدة في العاصمة القبرصية المقسّمة نيقوسيا، وفق الحكومة القبرصية. وبإشراف الممثلة الخاصة للأمم المتحدة، إليزابيث سبيهار، سيعمل المتفاوضون على إعطاء زخم جديد لمحاولة إنهاء أزمة الانقسام التي تشهدها الجزيرة منذ أكثر من أربعين عاماً.

مناسبة لتبادل الآراء
يأتي ذلك بعدما قدم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقريراً إلى مجلس الأمن، بداية الأسبوع الحالي، أشار فيه إلى أن فرص تسوية الأزمة القبرصية لا تزال قائمة، على الرغم من انهيار مفاوضات وصفت بالحاسمة جرت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا في تموز/يوليو 2017. وأعلن غوتيريش أنه أعطى توجيهات لموفديه بالدفع قدماً نحو استئناف المحادثات. كذلك، شدّدت الأمم المتحدة على عدم انخراطها في عملية سلام جديدة، ما لم يلتزم الزعيمان الدخول في مفاوضات بروحية التوصل إلى تسوية.
في المقابل، أكد أناستاسيادس، الأسبوع الماضي، أن لقاءه أكينجي ليس مؤشراً على استئناف محادثات السلام، بل هو مجرد مناسبة لتبادل الآراء. وسيكون هذا أول لقاء رسمي بين الرجلين منذ مؤتمر سويسرا العام الماضي.

الترتيبات الأمنية هي المشكلة
جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، مقسمة منذ اجتياح تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974، رداً على انقلاب مدعوم من المجموعة العسكرية الحاكمة آنذاك في اليونان، وهي تبسط سلطتها على ثلثي الجزيرة جنوباً، فيما تسيطر تركيا على الجزء الشمالي منها. ويسعى الجانبان إلى إنشاء اتحاد من منطقتين ومجموعتين، لكنهما لا يزالان بعيدين عن التوصل إلى اتفاق على الترتيبات الأمنية المستقبلية، وهي المسألة التي سبّبت انهيار مؤتمر سويسرا. ويعارض القبارصة اليونانيون بشدة احتفاظ تركيا بأي وجود عسكري في الجزيرة أو منحها حق التدخل العسكري حمايةً لمصالح القبارصة الأتراك.