18 يوماً تفصل العقوبات الأميركية على إيران بشقها الأقسى الذي يشمل تصدير النفط. لكن المعركة بدأت فعلياً مع سباق طهران لتأمين شبكة أمان بوجه الحظر الأميركي، ستلعب فيها العلاقات مع روسيا على ما يبدو دوراً رئيساً. يقابل التحركات الإيرانية، نشاط أميركي دؤوب ينصب على شقين؛ الأول تغليظ التزام الدول بوقف شراء النفط الإيراني، والثاني تزخيم الضغوط إعلامياً لتفعيل انعكاسها على الاقتصاد الإيراني، وهو ما يترجم بالإعلان المتدرج عن مزيد من العقوبات.ويوماً بعد آخر، وعلى رغم الضغوط الأميركية المكثفة، يظهر الموقف الإيراني أكثر ارتياحاً للعوائق التي تعترض فرض عقوبات فعالة ومحكمة تصل إلى تصفير تصدير النفط الإيراني. وفي تطور لافت، نقلت وكالة «تاس» الروسية أن المحادثات التي قام به وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، مع نظيره الإيراني بيجن زنغنة، أفضت إلى اتفاق على زيادة الإنتاج المشترك إلى مليون برميل يومياً. انتقال إيران من رفض زيادة الإنتاج لدى الدول المنتجة إلى التعاون مع موسكو لزيادة إنتاجها المشترك مع الروس، يعدّ خطوة متقدمة في مواجهة العقوبات، وهو يكشف عن تعاون أكبر مع موسكو على مواجهة العقوبات، والتصدي لمساعي الإدارة الأميركية لرفع الإنتاج على حساب إنتاج طهران. لا تفاصيل أكثر حتى الآن حول التعاون الإيراني الروسي في هذا المجال، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية نشرت معلومات تتحدث عن اتفاق إيراني روسي، تم على مستوى رئيسي البلدين على هامش قمة طهران الثلاثية التي عقدت في أيلول/ سبتمبر، وضمت رؤساء إيران وروسيا وتركيا، يتضمن آلية لمواجهة العقوبات الأميركية. وزعم الإعلام الإسرائيلي أن وثيقة سرية لدى الخارجية الإسرائيلية تشير إلى أن موسكو وطهران اتفقتا على نقل إيران للنفط إلى مصاف في روسيا عن طريق بحر قزوين، ومن ثم يصار إلى بيعه من هناك مقابل خدمات وسلع روسية لإيران.
زنغنة: ترامب يعتقد أنه يستطيع خفض الأسعار بـ«التنمر»


وحث الأمين العام لمنظمة «أوبك» محمد باركيندو، أمس، شركات الإنتاج على زيادة القدرات وتعزيز الاستثمار لتلبية الطلب في المستقبل. وأمس أيضاً، جدد وزير النفط الإيراني انتقاده لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في شأن أسعار النفط. وقال زنغنة إن «سوق النفط تعاني من نقص المعروض، وهذا لا يمكن حله بالكلام»، مضيفاً: «ترامب يعتقد أنه يستطيع خفض أسعار النفط بممارسة التنمر». وفي تأكيد على تعثر الخطوات الأميركية ضد النفط الإيراني، قال زنغنة إن الولايات المتحدة «ليس بيدها أكثر من ذلك»، معتبراً أن «أميركا فعلت الكثير مما يمكنها القيام به، وليس بيدها أكثر من ذلك».
التعثر الأميركي في ضرب النفط الإيراني بالمستوى الذي يأمله الرئيس ترامب، يسير بالتوازي مع عقوبات ثانوية، تأخذ في الغالب طابع الضغط المعنوي. إذ أضافت وزارة الخزانة الأميركية، جهات إيرانية جديدة إلى لائحة العقوبات. وفرضت واشنطن، أمس، عقوبات على قوات «الباسيج» (التعبئة العامة) وعلى ما وصفتها بـ«شبكة مالية واسعة» تدعم هذه القوات، تشمل «20 شركة ومؤسسة مالية على الأقل»، بينها «بنك ملت». وأعلنت الحكومة الأميركية أنها بفرضها العقوبات على «الباسيج» تستهدف «تجنيد وتدريب الأطفال كجنود... يرسلون بعد ذلك إلى سوريا لدعم نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد الوحشي». وقالت مسؤولة أميركية إن العقوبات «جزء من حملتنا لممارسة أقصى ضغوط اقتصادية ضد النظام الإيراني، والتي ستستمر حتى يتوقف عن سلوكه الإجرامي والشرير».



باكستان: نتعاون مع إيران حول هجوم بلوشستان
شنّت مجموعة متمردة هجوماً على نقطة أمنية إيرانية في منطقة ميرجاوة قرب الحدود الباكستانية، في محافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي البلاد، أسفرت عن خطف 14 عسكرياً إيرانياً. وقامت جماعة «جيش العدل» التكفيرية، التي أعلنت مسؤوليتها عن العملية، بالهجوم فجر أمس أسفر عن اختطاف سبعة عناصر من قوات «الباسيج» وخمسة من حرس الحدود، إضافة إلى عنصرين من جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري. وتعتقد السلطات الإيرانية أن المهاجمين فروا بالمخطوفين إلى داخل الأراضي الباكستانية. وأعلنت الخارجية الباكستانية، في بيان، أنها تتابع الموضوع وأن قوات البلدين «وفي إطار آلية التعاون المشتركة التي توصلا إليها العام الماضي بدآ الإجراءات والتعاون لتحديد مكان حراس الحدود»، مؤكدة إجراء التنسيق من أجل الإفراج عنهم والقبض على الإرهابيين.