تواصل بكين تصعيد موقفها من واشنطن، وذلك بعد أن فرضت الأخيرة، الخميس الماضي، ضمن حزمة عقوبات استهدفت موسكو، عقوبات ضد هيئة عسكرية صينية تولّت شراء مقاتلات روسية من طراز «سوخوي 35» وصواريخ منظومة الدفاع الجوي «أس 400». عقوبات عزتها وزارة الخارجية الأميركية إلى مشاركة الهيئة في «معاملات كبيرة» مع الشركة الأساسية لتصدير الأسلحة في روسيا «روسوبورون إكسبورت». التصعيد ترافق مع ازدياد التوتر التجاري بين الطرفين، إذ فرضت بكين رسوماً جمركية على مستوردات أميركية بقيمة 60 مليار دولار، ردّاً على فرض واشنطن رسوماً بقيمة 200 مليار دولار على مستوردات صينية.وآخر خطوات الرد الصيني استدعاء سفير الولايات المتحدة لديها وتأجيل محادثات عسكرية مشتركة. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، أمس، أن «نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ تسه قوانغ، استدعى السفير تيري برانستاد لتسليمه احتجاجات صارمة والاعتراض على العقوبات». ونشرت صحيفة «الشعب» الناطقة باسم «الحزب الشيوعي» الحاكم أن «مساعد وزير الخارجية سلّم السفير الأميركي هذا الاحتجاج». أما الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية، فرأى أنه لا يحق لواشنطن أن تتدخل في العلاقات «الطبيعية» بين دولتين تتمتّعان بالسيادة، مضيفاً أن العقوبات تشكّل «انتهاكاً صارخاً للقواعد الأساسية في العلاقات الدولية، ودليلاً واضحاً وبسيطاً على الهيمنة». من ناحية أخرى، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن الصين ألغت محادثات تجارية مع الولايات المتحدة وزيارة لنائب رئيس الوزراء إلى واشنطن كانت مقررة الأسبوع المقبل. يُذكر أن مسؤولين أميركيين كانوا قد صرحوا أنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف بلد غير روسيا بعقوبات بموجب قانون «كاتسا» الذي تم وضعه في الأساس لمعاقبة موسكو على ضمها القرم، ما يشير إلى أن الإدارة الأميركية ستجازف بعلاقاتها مع دول أخرى في حملتها ضد موسكو. وكانت الصين قد أعلنت أول من أمس، تعليق زيارة قائد قوات بحريتها، شين جين لونغ، إلى الولايات المتحدة، والذي يشارك في أعمال الدورة الـ23 للندوة الدولية للقوات البحرية.
وتريد واشنطن من خلال فرض العقوبات إرسال رسالة إلى بعض الدول التي تسعى إلى امتلاك منظومة «أس 400» الروسية، منها تركيا والهند، وهو الأمر الذي أكده مسؤول في قطاع الصناعات الثقيلة في روسيا، معرباً عن ثقته بأن الدول الكبرى، لن تتخلى عن شراء «أس 400» تحت ضغط الولايات المتحدة. وقال النائب الأول لرئيس منظمة «سويوزماش» (اتحاد صانعي الآليات) الروسية، فلاديمير غوتينيف، إن «منظوماتنا أس 400 تفوق كبير على منظومات باتريوت (الأميركية للدفاع الجوي)، ولهذا فإن الخطط (لشرائها) لا تحتاج لإعادة النظر فيها، وبحسب معرفتي سيجري إرسال الدفعات الأولى من أس 400 إلى تركيا في العام 2019»، وتابع بالقول: «أظن أن تركيا والصين والهند والدول الأخرى تدرك تمام الإدراك أنها بحاجة إلى آليات صالحة للدفاع عن سيادتها الوطنية لا لاستعراضها فقط». ولفت إلى أن هناك ما يميز الآليات الأميركية عن غيرها ألا وهو ما يطلق عليه «القدرات غير المعلنة»، ما يثير شكوكاً حول إمكانية الدول المذكورة باستخدام هذه الآليات على رغم إرادة واشنطن إذا استدعى الأمر ذلك.
الدفاع الصينية: لا يحق لواشنطن أن تتدخل في علاقات دولتين


على صعيد الحرب التجارية، أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس، أن بلاده «ستربح» الحرب التجارية مع الصين. واعتبر بومبيو في برنامج «فوكس نيوز صاندي» التلفزيوني، أن «الحرب التجارية التي تخوضها بكين ضد واشنطن مستمرة منذ سنوات»، محمّلاً بكين مسؤولية النزاع بين البلدين والذي يستخدم فيه سلاح الرسوم الجمركية. في غضون ذلك، وصلت سفينة طبّية عسكرية صينية، أول من أمس، إلى فنزويلا، لتقديم مساعدات طبّية مجّانية لمدّة أسبوع. وبُعيد وصول «سفينة السلام» إلى ميناء لا غوايرا، الواقع على بعد نحو 40 كلم من كراكاس، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، على موقع «تويتر»: «نرحّب في وطننا الحبيب بسفينة الجيش الصيني الطبّية، سفينة السلام». ويأتي وصول السفينة الصينية، بعد أن أعلن مادورو، الأسبوع الماضي، أنه حصل على التزامات جديدة من الصين لتمويل صناعة النفط التي تعتمد عليها كراكاس وسط الأزمة الاقتصادية التي تُعانيها. كذلك، وقّع الرئيس الفنزويلي مذكّرات تفاهم مع بكين في شأن صفقات متعلقة بالطاقة والتعدين قال إنّ قيمتها تبلغ مليارات الدولارات.
(الأخبار، رويترز)