بعد الانسحاب الأميركي من اتفاقية «المناخ» الموقّعة عام 2016 ومن بعدها من منظمة «اليونسكو» عام 2017 و«الاتفاق النووي» مع إيران في 2018، يعود دونالد ترامب مجدداً للتهديد بانسحاب بلاده، وهذه المرة من «منظمة التجارة العالمية» التي تعتبر الولايات المتحدة أحد أعضائها المؤسّسين. ففي مقابلة مع وكالة «بلومبيرغ» الأميركية، قال ترامب إن «عرض الاتحاد الأوروبي بإسقاط التعريفات الجمركية على واردات السيارات الأميركية لم يكُن كافياً».بالأسلوب التهديدي الذي أصبح «سمة غالبة» لترامب في تسيير الدبلوماسية الخارجية، حذر الرئيس الأميركي من أن «أكبر اقتصاد في العالم قد يخرج من منظمة التجارة العالمية». وعرض وجهة نظره التي تقوم على «حماية الاقتصاد الأميركي»، خاصة أنه سبق أن عبّر عن تذمره من رؤية سيارات «مرسيدس» الألمانية في شوارع نيويورك، قائلاً: «اعتاد المستهلكون في دولهم شراء سياراتهم وليس شراء سياراتنا». ومضى ترامب أبعد من هذا للتعبير عن تذمره من واقع المبادلات التجارية بين واشنطن والدول الأخرى، ووضع بروكسل وبكين التي يشن حرباً تجارية عليها في نفس المستوى، قائلاً: «الاتحاد الأوروبي سيّئ تقريباً مثل الصين، لكنه أصغر».
ترامب: الاتحاد الأوروبي سيّئ تقريباً مثل الصين لكنه أصغر


تصريحات ترامب أثارت ردود أفعال سريعة داخل الاتحاد الأوروبي الذي يحاول الحفاظ على السوق الأميركية، إذ أعلن رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أن الاتحاد «سيرد على أيّ رسوم جمركية قد تفرضها الولايات المتحدة على السيارات»، مضيفاً في حديث إلى شبكة «زد دي إف» الألمانية أمس، أنه في حال شدد ترامب الرسوم الجمركية على واردات السيارات الأوروبية، «فسوف نفعل الأمر نفسه». وتابع يونكر: «اتفقنا مع الرئيس الأميركي على نوع من وقف إطلاق النار في ما يتعلق بالضرائب الجديدة على السيارات»، مذكّراً بزيارته في نهاية تموز/ يوليو الماضي إلى واشنطن بحثاً عن تسوية لأزمة تبادل العقوبات. وقال: «كما يحصل أحياناً مع أي هدنة، فهي تكون أحياناً في خطر، لكنها تحترم».
في وقتٍ سابق، أكدت مفوضة التجارة الأوروبية، سيسيليا مالمسترو، من أمام لجنة في البرلمان الأوروبي، أن بروكسل على استعاد لإلغاء الرسوم الجمركية على السيارات الأميركية، لكن بشرط أن «يكون ذلك مبادلاً». وفي حال فشل المساعي الحالية، هدّد ترامب في الربيع بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة، طالباً من وزارة التجارة في بلاده درس الملف.