لا تكاد تختفي أخبار «بوكو حرام» حتى تعود من جديد. بداية هذا الشهر تحدّث الرئيس النيجيريّ محمد بخاري، خلال تجمّع عسكريّ شمال شرقي البلاد عن أنّ المنطقة التي تمثّل مجال نشاط التنظيم الرئيسيّة تعيش «مرحلة استقرار»، ولكن من الواضح أنّ كلام الرجل بعيد عن الواقع، وهو لا يخرج عن دائرة طموحه للفوز بفترة رئاسيّة ثانية في انتخابات مطلع العام المقبل.يوم السبت، شنّ التنظيم هجوماً على قاعدة للجيش النيجيريّ في ولاية يوبي المحاذية للنيجر، تأوي أكثر من 700 جنديّ، وبعد ثلاث ساعات من القتال، انسحب أغلب الجنود، فيما لا يزال عدد الضحايا مجهولاً. بموازاة ذلك، وقع عدد من الجنود الآخرين ضحايا لكمين في إحدى قرى مدينة بورنو، وقد تمّ ذلك بعد تلقي الجيش معلومات تفيد بتجمّع حوالى مئة عنصر من «بوكو حرام». وعند توجّه القوات العسكرية إلى المنطقة التي تشهد تساقطاً كبيراً للأمطار في هذه الفترة، وجدوا أنفسهم وسط كمين، كلّفهم ثماني سيارات و23 أسيراً، فيما قال مصدر من ميليشيات مساندة للحكومة إنّ عشرات من المقاتلين الآخرين لا يزال مصيرهم مجهولاً.
إلى جانب «بوكو حرام»، تنشط في المنطقة تنظيمات أخرى موالية لـ«داعش»


وإلى جانب التحارب الأهليّ بين الفلاحين والرعاة الذي خلّف أكثر من ألف قتيل منذ بداية هذا العام، لم تهدأ قطّ هجمات «بوكو حرام». فقبل هجوم يوم السبت، خلّفت موجة عمليّات انتحاريّة في مدينة دامبوا الشهر الماضي 43 قتيلاً، كما تستمر عمليّات النزوح واسعة النطاق. وفي تقرير لها صدر نهاية الشهر الماضي، قالت الأمم المتحدة إنّه «في الأشهر السبعة الأخيرة، منذ اشتداد القتال في الشمال الشرقي، نزح 130 ألف شخص، بعضهم للمرة الثانية أو الثالثة».
وعرف تنظيم «بوكو حرام» تطورات مهمّة في الأعوام الأخيرة، حيث بايع في 2015 تنظيم «داعش» الذي قبل البيعة، ومن ثمّ غيّر اسمه من «جماعة أهل السنّة للدعوة والجهاد» إلى «ولاية السودان الغربيّ»، مع أنّه استخدم أيضاً تسمية «الدولة الإسلاميّة في غرب أفريقيا». لكن بعد نحو عام، شهد التنظيم صراعاً داخليّاً، حيث قام أبو مصعب البرناوي بإزاحة أبو بكر شيكاو نظراً إلى «تطرّفه»، إلا أنّ الأخير انشق عن المجموعة وعاد للنشاط تحت اسمها القديم.
إلى جانب «بوكو حرام»، أخذت تنظيمات أخرى موالية لـ«داعش» في المنطقة زخماً في الفترة الأخيرة، حيث شنّ تنظيم «الدولة الإسلاميّة في الصحراء الكبرى» بزعامة أبو الوليد الصحراويّ عدداً من الهجمات كان أهمّها قتل أربعة جنود أميركيّين في النيجر نهاية العام الماضي، كما نشر أخيراً تنظيم «الدولة الإسلاميّة في ماسينا» شريطاً دعائيّاً لتدريباته وتجهيزاته، كما أنّ تنظيم «الدولة الإسلاميّة» بصدد إعادة بناء نفسه في بعض مناطق ليبيا، خصوصاً في ضواحي مدن الهلال النفطيّ مثل أجدابيا التي تشهد دوريّاً عدداً من العمليات الانتحاريّة وعمليّات الخطف.