شكك وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، في تصريحات نشرت أمس، بقدرة الاتحاد الأوروبي الذي يشهد انقسامات بشأن الهجرة وغيرها من الملفات، على تجاوز الصعوبات التي سيشهدها العام المقبل. وقال زعيم حزب «الرابطة» المناهض للهجرة لمجلة «دير شبيغل» الألمانية: «في غضون عام، سيتقرر إنْ كان سيكون هناك أوروبا موحدة أو لا». وأضاف أنّه سيتضح خلال المحادثات المقبلة بشأن ميزانية الاتحاد الأوروبي وقبيل انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2019 «إنْ كان الأمر برمته فقد أي معنى» في إشارة إلى التكتل.وفي وقت سابق من الشهر الجاري، منع سالفيني «سفينة أكواريوس» التي كانت تقلّ مهاجرين من الرسوّ في إيطاليا، ما أثار خلافاً أوروبياً وانتقادات لاذعة من فرنسا. وتتهم الحكومة الإيطالية «الشعبوية» الجديدة باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن روما في وقت تحاول فيه التعامل مع تدفق المهاجرين.
ونقلت المجلة الألمانية عن سالفيني قوله: «لا يمكننا استقبال حتى شخص إضافي واحد... على العكس، نريد أن نرسل بعضاً» ممن هم في إيطاليا إلى دول أخرى. وتسعى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تواجه ضغوطات داخلية بشأن الهجرة إلى إبرام اتفاقات لإعادة طالبي اللجوء الواصلين إلى بلادها إلى إيطاليا وغيرها من الدول التي سُجِّلوا فيها قبل وصولهم إلى ألمانيا. ولدى سؤاله بشأن إنْ كان موقفه «قد يساهم في إطاحة ميركل»، قال سالفيني إنّ هذه ليست نيته رغم «التباعد» بين برلين وروما بشأن مسائل عدة، لعل أبرزها الفائض التجاري الألماني الكبير.
وزير الداخلية الإيطالي: على فرنسا أن تكفّ عن إعطائنا دروساً


وأعرب كذلك عن انزعاجه من وضع برلين وباريس على ما يبدو سلسلة مقترحات مشتركة لتشديد قواعد الهجرة قبيل «قمة مصغرة» في بروكسل يوم غد الأحد وقمة كاملة للاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، علماً أنّ الصحف الألمانية كانت قد نشرت ما وصفتها بمسوّدة نتائج المباحثات الألمانية الفرنسية.
وأشارت روما إلى أن المحادثات وفقاً للمقتطفات المسربة لم تتعامل كفايةً مع حماية الحدود الأوروبية، وركزت بنحو مستفيض على إعادة توزيع المهاجرين ضمن أوروبا. لكن حكومة ميركل أوضحت أن النتائج هي مجرد نقاط مطروحة للنقاش، وأكدت أنه لن يُصدَر إعلان نهائي، وأن الاتحاد الاوروبي لن يتوصل إلى حل مشترك في أي وقت قريب.
وفي السياق، قال سالفيني لـ «دير شبيغل» إنّ «المسودات المصوغة مسبقاً من قبل دول أخرى التي تُرسَل إلينا لاحقاً عبر البريد الإلكتروني لا تتماشى مع أسلوبنا في العمل»، مشدداً على أنه ينبغي لفرنسا «أن تكف عن إعطائنا دروساً».