أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم، أن «نظام بشار الأسد لم يعد بمأمن» من أي رد إسرائيلي. وقال إنه «إذا ما أطلق النار علينا فسندمر قواته... تم تبني مقاربة جديدة في إسرائيل».تصريح نتنياهو جاء أثناء إلقائه خطاباً في مؤتمر يقيمه معهد «Policy Exchange» في العاصمة البريطانية ــ لندن. وقد نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قوله إنه «خلال قتال الأسد في حربه الأهلية وضدّ داعش لم نتدخّل، إلا في تقديم مساعدات إنسانيّة. لكن، الآن، وبعد انتهاء الحرب والقضاء على داعش، فإنه يستقدم قوات إيرانية إلى الأراضي السورية، ويسهّل لها التمركز في سوريا لمهاجمة إسرائيل».
وهدّد نتنياهو قائلاً: «تتبنّى إسرائيل مقاربة جديدة على الأسد أن يفهمها، وهي أن إسرائيل لن تحتمل تمركزاً إيرانياً في سوريا... إذا هاجمنا الأسد فسنهاجمه، عليه التفكير بذلك ملياً».
أمّا بشأن المباحثات الجارية بين موسكو وتل أبيب على مستوى خبراء عسكريين وضباط، أوضح نتنياهو أنه أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن «لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها أمام إيران... إذا حرّكوا قواتهم تجاه حدودنا فسنتحرك». وأضاف أن «بوتين فهم أن إسرائيل ستتصرف كما كانت أية دولة أخرى ستتصرف حيال عدو يحاول القضاء عليها»
جولة أوروبية... «لإخراج إيران من سوريا»
«اتفقت كلٌ من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على أنه يتوجّب تركيز الجهود من أجل إخراج القوات الإيرانية المنتشرة في سوريا». هذا ما حقّقته زيارة نتنياهو إلى أوروبا، وفق ما نقلته صحيفة «هآرتس» العبرية، عن مصادر سياسية رافقته في جولته.
ما أن أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي جولته إلى أوروبا حتى صرّح أمام الصحافيين بأن «الهدف منها كان تفكيك الوجود الإيراني في سوريا والحصول على موقف دولي جامع لتحقيق ذلك». تصريح تطابق مع معلومات نقلتها مصادر سياسية إسرائيلية مرافقة له في جولته؛ إذ قالت إن «المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، اتفقوا مع نتنياهو على أنه يتوجب العمل من أجل إخراج القوات الإيرانية من سوريا».
وفي سياق ليس ببعيد عن هدف الجولة الأوروبية (إيران)، قالت الصحيفة إن «مسؤولين عسكريّين روس رفيعي المستوى، التقوا أمس، في تل أبيب، نظراءهم في الجيش الإسرائيلي، وكذلك وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، لبحث التطورات في سوريا».
أمّا الاتفاق الثاني الذي توصلت إليه الأطراف الأوروبية مع إسرائيل فهو، بحسب «هآرتس»، «رفع طلب إلى الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة لتفحص الأخيرة الأرشيف النووي الإيراني»، في إشارة إلى ما سرقه جهاز العمليات الإسرائيلية الخارجية الخاصة (الموساد)، وعرض نتنياهو جزءاً منه في خطاب متلفز عُرف بـ«الخطاب النووي».
التقى عسكريون روس نظراءهم الإسرائيليين في تل أبيب لبحث التطورات في سوريا


وضمن هذا الإطار، تحدثت المصادر عن أن نتنياهو قال أمام مسؤولي الدول الأوروبية التي زارها، إن «الاتفاق النووي مع إيران سينهار عاجلاً أم آجلاً، بسبب العقوبات الاقتصادية التي ستفرضها واشنطن».
أمّا ما قد يترتب على انهيار الاتفاق، فقد أشار نتنياهو إلى أن «هذا الأمر نوقش خلال المحادثات. والهدف هو أن تلغي إيران برنامجها النووي المعد للأغراض العسكرية... لا يوجد أي سبب ليكون لديها برنامج نووي عسكري». ولوّح، مهدداً، أنه «في حال سعت طهران لامتلاك القنبلة النووية، فإن إسرائيل ستعمل على عرقلة ذلك».
في سياق آخر، ناقشت محادثات نتنياهو والزعماء الأوروبيين، الأوضاع في قطاع غزة. وقال نتنياهو إن «لدى تل أبيب مطلب استعادة الأسرى الجنود لدى حركة حماس، قبل كل شيء». وعن تخفيف الحصار، قال نتنياهو إن «الموضوع بيد حماس ورئيس السلطة، محمود عباس، الذي يخنق غزة»، متجاهلاً كون الحصار المفروض منذ 11 سنة هو حصار إسرائيلي قبل كل شيء.
أمّا بشأن ما تردّد بشأن مساعٍ يبذلها أعضاء في الكونغرس الأميركي تهدف للاعتراف الأُحادي بالجولان السوري المحتل كجزء من إسرائيل، على غرار الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»؛ فقد أكد نتنياهو أن «الجولان سيبقى جزءاً لا يتجزّأ من إسرائيل، ويجب الاعتراف بالسيادة العلمية عليه من قبل العالم».
ورداً على سؤال وجّهته الصحيفة بشأن معارضة ضم الجولان السوري المحتل، كما عارضت دول الاعتراف بالقدس كعاصمة، رد نتنياهو بالقول: «سنشهد قريباً نقل دول أخرى لسفاراتها من تل أبيب إلى القدس.. سيكون هناك معارضة بشأن الجولان ولكننا نسير في الاتجاه الصحيح».