استبعدت أوساط سياسية أن تلبي واشنطن كامل طلبات أنقرة
وبالتوازي، كرر زعيم «الشعب الجمهوري» كمال كليشدار أوغلو، الحديث عن رغبة الحزب في «تشكيل منظمة السلام والتعاون بين سوريا وتركيا والعراق وإيران». واعتبر ذلك «نقطة الانطلاق لحل كل مشاكل المنطقة، وفي مقدمها سوريا، بعيداً عن تدخل الدول الأجنبية». وتحدث كليشدار أوغلو في اجتماع لقيادات النقابات العمالية والمهنية في إسطنبول، واعتبر أن حكم أردوغان «ديكتاتوري وجبان في الوقت ذاته... جبان لأنه يخاف من المعارضة، وهو يتجسس على هواتف قياداتهم بواسطة أجهزة الاستخبارات التي ربطها مباشرة بالرئاسة، وهي الحال بالنسبة للجيش. وهو يستغل حالة الطوارئ المعلنة في البلاد حتى يمنع وصول صوت المعارضة إلى المواطنين».
وعلى صعيد آخر، وتعليقاً على تصريحات المتحدث باسم الحكومة بكر بوزداغ، عن أن الجيش يخطط للقيام بعملية عسكرية واسعة تستهدف جبال قنديل في الشمال العراقي، أشار الجنرال المتقاعد أحمد ياووز، إلى أن «الجميع يعرف أنه لم يعد في هذه الجبال أي من عناصر حزب العمال الكردستاني، فهم جميعاً في الشمال السوري وتحت حماية الولايات المتحدة وفرنسا، وبكامل الأسلحة الثقيلة». وجاء ذلك في وقت قالت مصادر عسكرية أن أنقرة طلبت من واشنطن إخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية من منبج، خلال مدة أقصاها 20 حزيران الجاري، ليكون ذلك مادة دعائية يستغلها أردوغان في حملته الانتخابية. وبالتوازي، استبعدت أوساط سياسية أن تلبي واشنطن كامل طلبات أنقرة، خصوصاً بعد تهرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، من الرد بوضوح على طلب نظيره التركي، تسليم الداعية فتح الله غولن إلى تركيا. ولفتت إلى أن الإدارة الأميركية لم تقرّر بعد موقفها تجاه حكم أردوغان، بعد الفتور والتوتر الذي خيّم على العلاقات التركية ــ الأميركية، بسبب اتهامات أردوغان لأميركا بدعم «الوحدات» الكردية. ولا تخفي واشنطن عدم ارتياحها من صفقة شراء منظومة «أس 400» الروسية، والتنسيق والتعاون التركي مع روسيا وإيران في موضوع سوريا. وترى الأوساط السياسية في الموقف الأميركي، سلباً كان أم إيجاباً، عنصراً مهماً يؤثر في المسار الانتخابي ونتائجه.