إسطنبول | اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعلاقته السابقة مع الداعية فتح الله غولن، مشيراً إلى أنه التقى به في السابق مرتين أو ثلاث مرات عندما كان رئيساً لبلدية إسطنبول، وفي وقت لاحق أيضاً. جاء ذلك في حديثه إلى قناة «خبر تورك»، في رد على ادّعاءات مرشح حزب «الشعب الجمهوري» محرم إينجه، الذي قال إن «أردوغان التقى بغولن قبل أن يقرر تشكيل حزب العدالة والتنمية، واستأذنه لذلك، وطلب منه الدعاء والمباركة». وأضاف أنه يعرف «الشخص الذي كان معه (أردوغان) عندما سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية والتقى غولن»، وسوف يعلن اسم هذا الشخص بعد الانتخابات. هذا وتداول الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي شريط فيديو لفتح الله غولن، يقول فيه إن أردوغان زاره مرتين قبل تشكيل «حزب العدالة والتنمية» في عام 2001، حيث استشاره في هذا الموضوع. وهو قال له، وفق الفيديو: «إذا قررتم ذلك فأتمنى ألا يكون هناك بينكم وبين نجم الدين أربكان عداء».وأثارت أقوال إينجه نقاشاً واسعاً في الأوساط الشعبية، مع استمرار الهجوم العنيف الذي يشنه أردوغان على غولن المتهم بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز من عام 2016، والتي اعتبرها أردوغان مؤامرة تستهدفه مباشرة، ومدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا، وحتى الإمارات. واتهم أردوغان إينجه بالكذب في موضوع العلافة مع غولن، موجهاً إليه القول: «إذا لم تثبت ذلك فأنت لست رجلاً، وعديم الشرف والأخلاق. ورد إينجه بالتعهد بتقديم الإثبات. وعلقت زعيمة «الحزب الجيد» ميرال اكشينار على العلاقة بين أردوغان وغولن بالقول إن «الجميع يعرف العلاقة الاستراتيجية والعضوية بين الطرفين. وأردوغان هو الذي قال: لقد أعطينا غولن وأتباعه كل ما طلبوه». وقال زعيم «حزب السعادة» الإسلامي تامال كاراموللا أوغلو، المرشح لانتخابات الرئاسة، إنه لو أُجري تحقيق عادل فيما يتعلق بمحاولة الانقلاب الفاشلة، لوضع 70 في المئة من أعضاء «العدالة والتنمية» في السجن.
زار مرشح «الشعب الجمهوري» جامعته ووزّع صوراً عن شهادته للصحافيين


وكان إينجه وزعيم حزبه كمال كليشدار أوغلو قد اعتبرا محاولة الانقلاب الفاشلة مخططاً مسبقاً بعلم أردوغان، الذي استغل هذه الفرصة لإعلان حالة الطوارئ والسيطرة على المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية والقضاء، وطرد أكثر من مئة ألف شخص من مؤسسات الدولة المختلفة. وحمّل كليشدار أوغلو الرئيس أردوغان مسؤولية الوضع الذي وصل إليه غولن وأتباعه، لأنه كرئيس للوزراء كان المسؤول عن توظيف الآلاف من أتباع وأنصار الداعية في الجيش، ليصبح البعض منهم من قادة القوات المسلحة. وأدخل أردوغان عشرات الآلاف من جماعة غولن إلى أجهزة الدولة ومرافقها، وخاصة الأمن والمخابرات والتعليم والخارجية، وقدّم لهم المساعدات. واستغرب زعيم «الشعب الجمهوري» اعتقال عشرات الآلاف من أتباع غولن، وعلى جميع المستويات، وقال إن «من بين هؤلاء جنرالات في الجيش والمئات من مديري الأمن والمحافظين وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال والصحافيين، ولكن ليس بينهم أي سياسي، والسبب هو أن أردوغان هو السياسي الأكبر المسؤول عن كارثة ومصيبة غولن، الذي كان حليفه ورفيق دربه في العقيدة الدينية».
وضمن سلسلة الاتهامات المتبادلة بين أردوغان وإينجه، يذكّر الأخير في كل خطاب له بأن أردوغان «أوصل اقتصاد تركيا إلى حافة الإفلاس، وهو لا يفهم إلا بالحجارة، فهو يحفر الأنفاق ويمد الطرقات ويبني الجسور ولكنه لم يبن حتى الآن أي مصنع، بل هو باع جميع مصانع ومعامل الدولة والسدود والموانئ». ورد أردوغان أمس بالقول «إنني درست العلوم الاقتصادية وإينجه لا يفهم أي شيء، فيما الاقتصاد يحتاج دائماً إلى قرارات شجاعة والتفكير بمشاريع كبيرة». وأثارت أقوال أردوغان هذه نقاشاً جدياً في الشارع وعبر شبكات التواصل الاجتماعي. وطلب إينجه من أردوغان إبراز شهادته الجامعية التي قال إنها غير موجودة، وإن أردوغان لم يتخرّج في أيّ كليّة. وكان إينجه وعدد آخر من السياسيين قد ناشدوا اللجنة العليا للانتخابات الكشف على شهادة أردوغان الجامعية باعتبارها أحد شروط الترشح لانتخابات الرئاسة. ولم تردّ اللجنة حتى الآن على هذه الدعوات، كما لم تردّ رئاسة الجامعة التي يفترض أن أردوغان درس فيها. وفي المقابل، زار إينجه أمس الجامعة التي تخرّج فيها في مدينة باليكسير غرب البلاد، والتقى مع زملاء الدراسة، ووزع صوراً لشهادته الجامعية، على الصحافيين، من كلية العلوم الفيزيائية والكيميائية.