إسطنبول | خرج الرئيس السابق عبد الله غول عن صمته المطبق منذ أكثر من ستة أشهر ليقول إنه سيعقد اليوم مؤتمراً صحافياً يعلن خلاله موقفه من انتخابات الرئاسة التي ستجري في الرابع والعشرين من حزيران المقبل. وجاء إعلان غول هذا، بعد استقباله مبعوث الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس الأركان خلوصي آكار، وهو ما اعتبرته المصادر المقربة من غول بمثابة «التهديد» حتى يتخلى عن قراره المحتمل بترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة باسم أحزاب المعارضة. ورافق آكار، المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن. وسبق أن أرسل أردوغان إلى غول، نائبه السابق بولنت أرينج، وعاد الأخير ليعلن أنه يدعم أردوغان، وهو ما أثار ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية، لكون أرينج قد سبق أن تعرض لإهانات مباشرة من قبل الرئيس والإعلام الموالي له، واتُّهم العام الماضي بالخيانة والتآمر على أردوغان، وقيل إنه هُدّد بالسجن بتهمة العلاقة مع فتح الله غولن. وقبل ثلاثة أيام، زار رئيس الوزراء السابق أحمد داوُد أوغلو، غول، ليعود هو الآخر ويقول في مؤتمر صحافي إنه يؤيد المرشح أردوغان فقط . وتعرض داوُد أوغلو أيضاً لانتقادات عنيفة من الأوساط السياسية والإعلامية، التي رأت أن موقفه جاء بعد تهديدات مباشرة من الرئيس أردوغان، مشيرة إلى أنه «عديم الوفاء»، لكون غول هو من جاء به من الجامعة وجعل منه مستشاراً لرئيس الوزراء نهاية عام 2002 ثم أدخله البرلمان وبعدها عيّنه وزيراً للخارجية ورشّحه لرئاسة الوزراء في عام 2014.
لن يمكن مرشح المعارضة الفوز من دون دعم «الشعوب الديموقراطي»


حملة أردوغان والإعلام الموالي له على غول، جاءت بالتوازي مع معلومات تحدثت عن مساعٍ يقوم بها زعيم حزب «السعادة» الإسلامي تامال كاراموللا أوغلو، لإقناع غول بأن يكون المرشح المشترك باسم أحزاب المعارضة، وفي مقدمتها «حزب الشعب الجمهوري» و«حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي، وذلك في الوقت الذي قالت فيه ميرال أكشنار، زعيمة «الحزب الجيد» المنشق عن حزب «الحركة القومية» المتحالف مع أردوغان، إنها سترشح نفسها للانتخابات. وكانت العديد من استطلاعات الرأي قد استبعدت أن يحصل أردوغان على الأغلبية الكافية للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات، وتوقعت لمرشح أحزاب المعارضة، إن اتفقت في ما بينها، أن يفوز في الجولة الأولى أو الثانية بنسبة قد تصل إلى 54% من الأصوات، مقابل 46% لأردوغان. وتستبعد الاستطلاعات أن يحقق حزب «العدالة والتنمية» الأغلبية في البرلمان في حال تحالُف أحزاب المعارضة. وكل ذلك في وقت يستمر فيه الرهان على موقف حزب «الشعوب الديموقراطي» الذي يتوقع أن يحصل على ما لا يقل عن 10% من الأصوات، ومن دون تلك النسبة، لن يحالف الحظ مرشح المعارضة للفوز في الانتخابات. ولا يزال الرئيسان المشتركان للحزب، صلاح الدين دميرتاش وفيكين يوكسك داغ، ومعهما عشرة من ممثليه في البرلمان، في السجن منذ 18 شهراً. ويتوقع كثيرون للمرحلة القادمة أن تشهد تطورات وأحداثاً مثيرة، إذ سيسعى الرئيس أردوغان إلى منع أحزاب المعارضة من تحقيق أي انتصار في انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية. وتتوقع أوساط معارضة للرئيس أردوغان أن يستنفر الأخير كل إمكاناته وإمكانات الدولة وأجهزتها المختلفة، وخاصة الأمن والمخابرات والقضاء، ضمن الحملة الانتخابية، وسيعمل على منع قيادات المعارضة من الحديث للشعب التركي، خاصة أنه يسيطر على جميع وسائل الإعلام الحكومية و90% من الإعلام الخاص، ما سيجعل جميع القنوات التلفزيونية مجبرة على بث خطابات أردوغان على الهواء مباشرة، مع إهمال تغطية نشاط أحزاب المعارضة. وقد تتعرض الأخيرة ومرشحوها لحملة تنكيل واتهامات ملفّقة من الإعلام الموالي للرئيس المرشّح.