واشنطن: مواجهة «داعش» برّاً بقوّات سورية وعربية

  • 0
  • ض
  • ض

تزداد الولايات المتحدة قناعة بأن الضربات الجوية، التي وجهتها على مواقع التنظيم «داعش»، لم تحقق حتى الآن «النصر» المرتجى. وبناءً عليه، عادت إلى التذكير بضرورة المواجهة البرية، غير المباشرة، مع التنظيم، عبر قوات سورية وعربيّة، باسناد جوّي لمقاتلات «التحالف الدولي»، ومؤكدّةً أنّها لن تغرق في الوحل السوري، على غرار الوحل العراقي. ورأى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يوم أمس، أنّه «لا بد من مشاركة بريّة لقوّات سورية وعربية، في الهجمات على داعش»، مشيراً إلى أن «الغارات الجوية وحدها لن تهزم التنظيم». وربط كيري، عقب إجتماع «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا»، في العاصمة الصربية بلغراد، «النصر» على التنظيم بإيجاد قوات برية «تجهز عليه»، «لأننا لم نتمكن من تحقيق النصر الكامل من الجو». واجتمع كيري مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، على هامش إجتماعات المنظمة، حيث أكّد ضرورة «الإنتقال السياسي في سوريا، ورحيل (الرئيس) الأسد، لأن ذلك يمهد الطريق لجبهة موحدة ضد داعش». وأضاف «فليذهب الجيش السوري مع المعارضة، مع روسيا والولايات المتحدة وغيرهم لمحاربة التنظيم، ويمكن القضاء عليه، فعلياً في غضون شهور، إذا تمكنا من التوصل لمثل هذا الحل». أما لافروف، فقد شبّه مكافحة «داعش»، وبعض «المرتزقة» في المنطقة، بـ«مكافحة النازية»، مشيراً إلى أنّ «روسيا ستعمل على منع وصول الأموال إلى يد التنظيمات الإرهابية». من جهته، أعاد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تأكيد بلاده «عدم نيتها غزو سوريا، لمحاربة داعش، كما حدث إبّان الغزو الأميركي للعراق في عام 2003»، وذلك توضيحاً لإعلان وزارة الدفاع الأميركية عن إرسالها «مجموعة من القوات الخاصة، إلى العراق، لمواجهة التنظيم». وقال أوباما، في مقابلة مع شبكة «سي.بي.إس»، «حينما قلت لا قوات برية على الأرض أعتقد ان الشعب الأميركي فهم أننا لن نسير نحن غزو سوريا على غرار غزو العراق بإرسال كتائب تتحرك عبر الصحراء». وأضاف «سنضيّق الخناق دوماً على داعش وسندمرها في النهاية». وأشار أوباما إلى أن «القوات الأميركية الخاصة وحدها لن تستطيع تدمير التنظيم، لكنها ستوفر معلوماتٍ إضافية، وستعمل مع القوات المحلية وتساعد على توجيه الغارات الجوية»، لافتاً إلى «أننا نعكف على إقامة شراكات مع العشائر المحلية والسُّنة المستعدين لمكافحة داعش»، معتبراً أن «إرهابيي داعش لا يمثلون خطرا استثنائياً على الولايات المتحدة». وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن «هناك نحو 70 ألف مقاتل من مسلحي المعارضة المعتدلة في سوريا، مستعدون لدحر داعش بدعم من الضربات الجوية التي تنفذها القوات الأجنبية». وفي غضون ذلك، استبعد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، «الإستعانة بقوات برية أوروبية في سوريا»، مشيراً، في تصريحاته على هامش إجتماعات بلغراد، إلى «عدم كفاية الهجمات الجوية لمكافحة داعش، وألا تكون هناك قوات برية أوروبية في سوريا». وشدّد شتاينماير على «ضرورة الإهتمام بألا تتناحر قوات المعارضة غير الإسلامية في سوريا ضد بعضها البعض، لأنه يجب أن ترى داعش عدواً مشتركاً». بدورها، أكّدت الممثلة العليا لـ«الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الإتحاد الأوروبي»، فيديريكا موغريني، «أهمية إنهاء الصراع الدائرة في سوريا، من أجل القضاء على تنظيم داعش، وحل أزمة اللاجئين». ولفتت إلى «ضرورة التنسيق بين دول الإتحاد، في مواجهة الإرهاب وإنهاء أزمة اللاجئين». وفي سياق الحرب على «داعش»، نفذت بريطانيا أولى غاراتها الجوية ضد مواقع التنظيم في سوريا، ضمن تشيكلات «التحالف الدولي». وأقلعت المقاتلات البريطانية من قاعدة «أكروتيري» الجوية في قبرص، بعد موافقة مجلس العموم البريطاني دعم قرار حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالمشاركة في عمليات عسكرية ضد «داعش» في سوريا. وأعلن وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، أمس، أن «الغارة استهدفت منشأة نفطية في سوريا تبعد حوالى 50 كلم عن الحدود العراقية»، كاشفاً أن بلاده سترسل ثماني مقاتلات إضافية الى القاعدة القبرصية، لتعزيز العمليات العسكرية، في كل من العراق وسوريا. ورغم الترحيب الدولي بالغارات البريطانية، نقلت وكالة «أ ف ب»، عن خبراء عسكريين، أن «انضمام بريطانيا إلى حملة الضربات الجوية ضد داعش في سوريا لن يحقق فارقاً كبيراً على الصعيد العملي»، متساءلين «حول فاعلية الغارات من الأساس». (أ ف ب، رويترز، الأخبار)

0 تعليق

التعليقات