لا تزال طهران على موقفها من أن انسحاب أميركا سيجابَه بانسحاب مماثل
مواصلة التسويق للمشروع أوروبياً من قبل الثلاثي، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تشي حتى الآن باستعداد أميركي لمناقشة الأفكار الأوروبية، وبأن الباب لم يُقفل بعد رغم اقتراب موعد أيار. وهو ما أكدته تسريبات جديدة من دبلوماسيين أوروبيين قالوا إن سفراء الاتحاد الأوروبي ناقشوا في بروكسل فرض التدابير الجديدة ضد إيران. وبحسب ما نقلت «رويترز» عن أربعة دبلوماسيين أوروبيين، أمس، من المتوقع أن يقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي العقوبات الجديدة على إيران خلال اجتماع لهم في بروكسل الشهر المقبل، وإن كان الموقف الأميركي الذي عبّر عنه موفد الخارجية الأميركية إلى أوروبا، بريان هوك، قبل أيام، لا يزال يتسم بالغموض.
وإذا كان ترامب مصراً على خيار وحيد لتجنب الانسحاب: تعديل الاتفاق، فإن فرص نجاح المساعي الأوروبية لإقناعه بالخيار البديل لا تزال ضئيلة. خيار ترامب القاضي باستبدال الاتفاق، انضم إليه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أمس، تحت وطأة تهديداته الأخيرة بسباق تسلح نووي في المنطقة. ورأى ابن سلمان، في أحدث مواقفه، أن تعديل الاتفاق النووي مع إيران «ضرورة» لمنعها كلياً من حيازة سلاح نووي. فالاتفاق الحالي، بالنسبة إلى الأمير السعودي الموجود في زيارة مطولة للولايات المتحدة، لا يعمل إلا على «تأجيل ذلك». ورأى ابن سلمان أن طهران تسعى إلى الحصول على السلاح النووي، وأن امتلاكها له «سيسمح لها بفعل ما تريده في الشرق الأوسط»، وأما عدم تعديل الاتفاق وانتظار الإيرانيين إلى حين تطوير قنبلتهم «فهو بمثابة انتظار لوصول الرصاصة إلى الرأس»، وفق ولي العهد السعودي.
بالنسبة إلى طهران، لا تعليق صريحاً بعد على الخطوة الأوروبية، التي كانت رفضت الخارجية الإيرانية التعليق على تسريبات سابقة بشأنها. واكتفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، الأسبوع الماضي، بالقول، لـ«الأخبار»، إن «موقفنا المبدئي هو التزام الاتفاق النووي، لكن هذا الالتزام لیس أحادي الجانب وغیر محدود. سنكون ملتزمین الاتفاق ما دام جميع الأطراف، وخاصة الولايات المتحدة والأوروبيين، یلتزمون تعهداتهم»، مضيفاً أن «الاتفاق النووي يقتصر علی البرنامج النووي السلمي الإیراني ولا شيء آخر». بموازاة ذلك، لا تزال طهران تؤكد أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق سيُجابَه بانسحاب إيراني مقابل، وتتمسك بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية كما شدد، أمس، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي. وأشار خرازي إلى دعم الدول الأوروبية للاتفاق النووي، وفي الوقت نفسه ما سماها «الفرص المتاحة أمام إيران» عند خروج واشنطن عن الاتفاق.