هناك أشياء كثيرة يختلف حولها كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. لكن خلال الأيام القليلة الماضية، ظهر شيء واحد يتفقان عليه، هو أن السباق قد احتدم بينهما، لدرجة أن ترامب قد قلّص الفارق بينه وبين منافسته لدرجة كبيرة.ما الذي تغيّر؟ بحسب شبكة "سي ان ان"، فإن خريطة المجمّع الانتخابي قد مالت قليلاً باتجاه ترامب، إلا أن كلينتون لا تزال في الطليعة. ووفق التفاصيل الواردة عبر الإعلام الأميركي، يمكن إيجاز هذا التحوّل كما يأتي:
وفق استطلاع أجراه موقع "بوليتيكو" ــ عادل من خلاله مختلف الاستطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة ــ فقد تقلّص الفارق العام في هذه الولايات ليصبح 45.8% لكلينتون و42.8% لترامب.
وبالانتقال إلى استطلاعات أخرى، يظهر أن الدائرة الثانية في ماين انتقلت من حلبة منافسة إلى مائلة للجمهوريين، بينما تحوّلت نيوهامشير من مائلة للديموقراطيين إلى حلبة منافسة. أما أوهايو فقد انتقلت من حلبة منافسة إلى مائلة للجمهوريين، وكذلك يوتاه.
الأمر ذاته يسري على ولاية أريزونا، التي تعدّ تاريخياً معقلاً للجمهوريين، والتي كانت قد كشفت استطلاعات الرأي، الأسبوع الماضي، أن كلينتون تتقدم فيها على ترامب بفارق 5 نقاط. إلا أن آخر استطلاع لموقع "ريل كلير روليتيكس"، أظهر أن ترامب يتقدم على كلينتون هناك بمعدل ثلاث نقاط. وقد دفع هذا التطوّر حملة كلينتون إلى التحرّك باتجاه أريزونا، لمضاعفة الإنفاق على الإعلانات التلفزيونية.
أيضاً، يشار إلى أن ترامب تمكّن من تقليص الفارق بينه وبين كلينتون في نورث كارولينا إلى 46.6% مقابل 45.6%. كذلك في جورجيا، حيث حصلت كلينتون على 44% من أصوات الناخبين المحتملين مقابل 45% لترامب.
في غضون ذلك، برز أمر أثار قلق الديموقراطيين، هو تراجع إقبال الأميركيين من أصول أفريقية في جميع أنحاء البلاد ــ خصوصاً في ولايات مثل نورث كارولينا، جورجيا وفلوريدا ــ وذلك مقارنة مع انتخابات عام 2008 و2012. لكن ارتفاع عدد الناخبين اللاتين في بعض الولايات الأخرى، وخصوصاً في الغرب، ساعد على تعويض الفارق. وإذا كانت هذه الاستطلاعات تُظهر شيئاً، فهو أن التركيبة السكانية للناخبين مهمة جداً، وكلما كانت الولاية متنوعة إتنياً، كان الأمر أفضل لكلينتون، فيما الولايات ذات الغالبية من البيض تعتبر أفضل لترامب.
وفي هذا السياق، تعتمد كلينتون على الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل، من أجل جذب الأميركيين من أصول أفريقية، بتحفيزهم على أن انتخابات عام 2016 تُعَدّ بالأهمية ذاتها مثل الانتخابات السابقة ــ خصوصاً في نورث كارولينا، الولاية التي كانت مائلة إلى الجمهوريين، قبل أن يربح فيها أوباما عام 2008، ثم كاد يعيد الكرّة فيها عام 2012. "إذا كان الصوت الأميركي من أصول أفريقية قوياً في نورث كارولينا، عندها ستقررون هذه الانتخابات"، قال أوباما في مقابلة مع إحدى الإذاعات المحلية في الولاية، يوم الثلاثاء.
(الأخبار)