تظاهر مئات الأكاديميين والطلاب وأعضاء النقابات الأتراك أمام جامعة إسطنبول، يوم أمس، تحت أعين قوات مكافحة الشغب، وذلك احتجاجاً على «إجراءات التطهير» التي شملت آلاف العاملين في الجامعات منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز الماضي.وشنّت أنقرة، التي تقول إن رجل الدين فتح الله غولن دبّر محاولة الانقلاب، حملة أوقفت خلالها عن العمل، أو فصلت، نحو 110 آلاف من الموظفين والقضاة وممثلي الادعاء ورجال الشرطة للاشتباه في صلتهم بغولن.
وفيما بكى معلمون ممّن فقدوا وظائفهم وعانقوا الطلبة في المظاهرة، تقول الأرقام إن هناك قرابة 50 ألف موظف في قطاع التعليم بين من أوقفوا عن العمل أو أقيلوا بموجب عمليات التطهير. وخلال التحقيق في محاولة الانقلاب، صدرت الأوامر بحبس 37 ألف شخص آخرين في انتظار المحاكمة.
في السياق، قال تحسين يسيلدير، الذي يرأس رابطة لأعضاء هيئة التدريس في إحدى الجامعات، إننا «نواجه فترة أسوأ من فترة الانقلاب». ومضى قائلاً: «في بلادنا التي تتحول إلى نظام الرجل الواحد من خلال الطوارئ، كل المعارضة التي تقاوم تصبح أهدافاً»، في إشارة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان.
في المقابل، يقول مسؤولون أتراك إن عمليات التطهير لها ما يبررها في ضوء الخطر الذي واجهته الديموقراطية من أنصار غولن الذي كان يوماً ما حليفاً قوياً لأردوغان.
لكنّ ليفانت دوليك، الذي كان باحثاً مساعداً في الاقتصاد في جامعة إسطنبول، قبل أن يفصل الأسبوع الماضي، قال على العكس، إن «فصلنا من العمل جزء من الاستبداد الذي يتشكل حالياً... إقالتنا مجرد شيء بسيط في الظلام الذي تنزلق إليه تركيا».
وكانت وسائل إعلام تركية قد بثّت، مؤخراً، لقطات لما قالت إنه وصول اثنين من قادة الانقلاب إلى مطار إسطنبول الرئيسي قبل يومين من وقوعه. وقالت التقارير إن الرجلين كانا عائدين من إحدى عدة زيارات إلى الولايات المتحدة، التقيا فيها غولن، وفقاً لما ادّعته التقارير. لكنّ غولن، الذي يعيش في منفى اختياري في الولايات المتحدة منذ 1999، نفى أي صلة له بمحاولة الانقلاب.
(رويترز)