تتصرف المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون وكأن نتيجة الاقتراع الذي سيجري في الثامن من تشرين الثاني، ستكون لمصلحتها. وهي تبني في ذلك على استطلاعات الرأي التي تأتي لمصلحتها وتوسّع الهامش بينها وبين المرشح الجمهوري دونالد ترامب. ولكن مع بقاء أكثر من أسبوعين على إجراء الانتخابات، لا يزال بإمكان ترامب تحويل الاستطلاعات لمصلحته، وبالتالي قلب النتيجة. مع ذلك، بدأت كلينتون، على ما يبدو، تتخطّى فكرة فوزها في الانتخابات الرئاسية لتركّز على دعم المرشحين الديموقراطيين في الانتخابات على مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب، ذلك أن الأميركيين ينتخبون في الثامن من الشهر المقبل رئيسهم وأعضاء مجلس النواب، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ. وتحاول كلينتون من أجل تحقيق هذا الهدف كسب أصوات الجمهوريين والمستقلّين المترددين.
طرح ترامب خطته للأيام المئة الأولى في الرئاسة في حال فوزه

وقالت المرشحة الديموقراطية، المصمّمة على استغلال الانقسامات في صفوف الجمهوريين بشأن ترشيح ترامب: "سنشدد خلال تنقلاتنا أثناء الأيام الـ17 المتبقية على أهمية انتخاب ديموقراطيين على جميع المستويات". وإذا كان الجمهوريون يسيطرون، اليوم، على مجلسي الكونغرس، فإن الديموقراطيين يرون الفوز في متناول أيديهم في مجلس الشيوخ. وأوضحت وزيرة الخارجية السابقة، متحدثة من على متن طائرة حملتها الانتخابية التي تحمل شعارها "أقوى معاً"، أنها لم تعد تريد الرد على هجمات خصمها الجمهوري وتصريحاته الاستفزازية.
وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن بعض القادة الديموقراطيين يطالبون كلينتون باستخدام جزء من أموال حملتها الانتخابية من أجل الفوز في الكونغرس، لا سيما في المناطق ذات الغالبية من الأميركيين من أصول أفريقية.
ونقلت الصحيفة عن عضو مجلس النواب جايمس كليبورن قوله: "قد تكون (كلينتون) في موقع جيد، ولكن لا أظن أن الحزب كذلك". أما النائب عن نورث كارولينا جي كي باتيرفيلد، فقد أعرب عن قلقه "بشأن أصوات الأميركيين من أصول أفريقية"، معتبراً أنه "يجب علينا الاهتمام بهذه المجتمعات، كما يجري الاهتمام بالبيض أو أكثر".
من جهته، قال مدير حملة كلينتون، روبي موك، لشبكة "فوكس نيوز": "نحن لا نأخذ أي شيء كأمر مسلّم به". وأضاف أن "الوزيرة كلينتون قالت، في بداية حملتها، إنها ترغب في مساعدة جميع المرشحين لمقاعد الكونغرس"، موضحاً أنه "لذلك، نشنّ حملة منسّقة ونعمل بجد مع مرشحي مجلس الشيوخ والنواب". وتدارك "لكن الرحلة لم تنتهِ بعد".
وكانت كلينتون قد حظيت بحملة قوية، يوم الأحد، من قبل أشخاص نافذين في الحزب الديموقراطي، أبرزهم زوجها بيل كلينتون في فلوريدا، والرئيس باراك أوباما في نيفادا، حيث بدأت عمليات التصويت المبكرة، وظهرت النتائج الأولية إيجابية، بحسب موك.
من جهته، حاول ترامب تقديم خطاب انتخابي عملي؛ فقد طرح السبت خطته للأيام المئة الأولى في الرئاسة في حال فوزه، متعهّداً بتأمين 25 مليون وظيفة وخفض ضرائب الطبقة الوسطى. ويأتي ذلك فيما صرّحت مديرة حملته كليان كونواي لشبكة "فوكس نيوز" بأن "الحقيقة أن السباق لم ينتهِ بعد"، موضحة أن استراتيجية الحملة هي الفوز في الولايات التي تشتد المنافسة فيها، ومن بينها فلوريدا. وأضافت: "لم نستسلم. ونعلم أن بإمكاننا الفوز في هذه الولاية".
وبحسب آخر استطلاع لشبكة "إيه بي سي"، تتقدم كلينتون على ترامب بحصولها على نسبة 50% مقابل 38%. وقد احتفظ ترامب بتقدم طفيف بنسبة 47% مقابل 43% بين الأميركيين البيض. وتعتبر أصوات البيض مهمة لفوز المرشحين الجمهوريين، بينما يفضّل الناخبون غير البيض المرشحين الديموقراطيين.
إلا أن استطلاعاً آخر أجراه موقع "ريل كلير بوليتكس"، أظهر أن كلينتون تتقدم على منافسها بمعدل نحو ست نقاط.
(الأخبار، أ ف ب)