صعود بن سلمان يحطم عقوداً من التقاليد
قلّص محمد بن سلمان نفقات الدولة وجمّد عقودا حكومية وخفّض أجور موظفي الخدمة المدنية، كجزء من «سياسة التقشّف» التي تتبعها المملكة نتيجة انخفاض أسعار النفط. لكن الأمير رأى العام الماضي يختاً لم يستطع مقاومته. فأثناء عطلته في جنوب فرنسا، أوفد أحد مساعديه لشراء اليخت، الذي كان يملكه الملياردير الروسي يوري شفلير. وفي غضون ساعات فقط، تمّ الاتفاق واشترى الأمير اليخت بنحو 500 مليون يورو، وفقاً لأحد مساعدي شفلير وسعودي مقرّب من العائلة الحاكمة.
يحاول بن سلمان قلب التقاليد الملكية، وإعادة النهوض بالاقتصاد، وتوطيد السلطة، بينما يتمسك بشدّة في الوقت نفسه بالامتيازات الحاصل عليها كفرد من العائلة الحاكمة. وفي يده كل عناصر السياسة السعودية، من حرب اليمن التي كلفت المملكة مليارات الدولارات، وأدّت إلى انتقادات دولية بسبب مقتل مدنيين، إلى كبح عادات الإنفاق في المملكة، ومعالجة «الإدمان» على النفط، وتخفيف القيود الاجتماعية على الشباب.
لقد حطم صعود الأمير بن سلمان عقودا من التقاليد ضمن العائلة المالكة، حيث احترام الأقدمية وتقاسم السلطة بين الفروع. فلم يحدث من قبل في تاريخ السعودية أن تمّ إسناد هذا الكم من السلطة لولي ولي العهد، ما أغضب الكثيرين. وقد دفعت طموحات الأمير، التي ليس لها حدود على ما يبدو، بالعديد من السعوديين والمسؤولين الأجانب إلى الاشتباه في أن هدفه النهائي هو ليس فقط إنعاش المملكة، بل دفع ولي العهد الحالي، محمد بن نايف، جانباً، ليصبح هو الملك المقبل. لكن هناك سؤال لا يمكن الإجابة عنه بعد: هل ستنجح تحركات بن سلمان في رسم مسار جديد للمملكة، أم أن الاندفاع، وقلة الخبرة، سيزعزعان استقرار أكبر اقتصاد في العالم العربي في وقت يعاني فيه الشرق الأوسط من الاضطرابات؟
(من تقرير مارك مازيتي وبين هابارد في نيويورك تايمز)

الولايات المتحدة وتركيا: محور من يتغير؟

ليس سراً أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا قد شهدت أوقاتا عصيبة للغاية في الآونة الأخيرة. فهناك اختلاف استراتيجي حاد بين الحليفين الرئيسيين للناتو حول مجموعة من القضايا المهمة في الشرق الأوسط وحول العالم. لدى أنقرة وواشنطن وجهات نظر مختلفة إلى حد كبير في كل شيء متعلق بالحرب السورية، وهناك اختلاف أيضاً حول مستقبل إدارة مسعود البرزاني لشمال العراق، وحول بيع الموارد المعدنية الغنية في الأسواق العالمية، وحول طرق التعامل مع ايران وإدارة حيدر العبادي التي تدعمها طهران في العراق، ومواجهة تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.
تدهورت العلاقات بين البلدين نتيجة فشل واشنطن في التعاون بشكّل فعّال مع أنقرة في حربها ضد «حزب العمال الكردستاني»، ونتيجة عدم تسليم فتح الله غولن، والامتناع (حتى وقت متأخر) عن إدانة محاولة الانقلاب الفاشلة، فيما حسّنت تركيا علاقتها مع روسيا.
هناك «تحّول في محور» واشنطن التي باتت تفضّل التنسيق مع إيران و«حزب الاتحاد الديموقراطي» في ما يخص السياسات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط بدل تركيا والسعودية والخليج.
(من مقالة صديق أوناي في دايلي صباح التركية)

حرب ظل أميركية في الصومال

كثّفت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الحرب السرية في الصومال خلال العام الماضي، وذلك باستخدام القوات الخاصة، والضربات الجوية، ومقاولين من القطاع الخاص، والحلفاء الأفارقة، في حملة متصاعدة ضد المتشددين في منطقة القرن الأفريقي التي تعمّها الفوضى. المئات من القوات الأميركية موجودة الآن في قواعد مؤقتة في الصومال، وهو أكبر وجود عسكري أميركي منذ انسحاب الولايات المتحدة من البلاد بعد معركة «سقوط الصقر الأسود» عام 1993.
لكن هذه الحملة تنطوي على مخاطر هائلة، بما في ذلك سقوط ضحايا أميركيين، المزيد من الضربات الجوية التي تقتل المدنيين، وإنجرار الولايات المتحدة بشكل أوسع إلى حرب في بلد مضطرب. وتشكل الحملة في الصومال نموذجاً للحرب التي اعتمدها الرئيس أوباما والتي سيمررها لخليفته، والتي تستخدمها الولايات المتحدة اليوم في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
(من تقرير مارك مازيتي، جيفري جنتيلمان، إريك شميت، في نيويورك تايمز)