هل تتوجه تركيا نحو عزلة إقليمية جديدة؟
باستبدال رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داوود أوغلو ببن علي يلدريم، كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يسعى بشكل واضح إلى تغيير سياسة بلاده الخارجية، أملاً منه في إنهاء العزلة التي تسببت بها سياسات داوود أوغلو. وعد يلدريم بالعمل على زيادة عدد الأصدقاء وتقليص عدد الأعداء، فجاءت المصالحة مع إسرائيل وروسيا. إلا أن العلاقات التركية ــ المصرية والتركية ــ الأوروبية لم تتحسن.
(...) وبالنسبة لعلاقة تركيا بالولايات المتحدة، فيصف البلدان علاقتهما بـ«الشراكة النموذجية»، الأمر الذي يثير التعجّب نظراً للخلافات الثنائية حول سوريا والعراق، ناهيك عن الأزمة حول فتح الله غولن. وبالنظر إلى ما يكتبه المحللون المقربون من الحكومتين في كلا البلدين، يتساءل المرء كيف أن أنقرة وواشنطن لا تريان حتى الآن بعضهما بعضا كعدوين؟
في المقابل، تتمسك تركيا بعلاقتها مع روسيا والسعودية، وحتى إيران، في محاولة منها للخروج من العزلة الدولية التي تتوجه نحوها من جديد (...) لكن كيف ستستفيد أنقرة في سوريا إذا حسنت علاقتها مع روسيا، وفي العراق إذا حسنت علاقتها مع إيران؟ (...) فروسيا استأنفت حملة القصف الوحشية في حلب بينما كان بوتين في تركيا، دون أن يسجل الجانب التركي أي اعتراض أو احتجاج، كما تلتزم تركيا الصمت في وجه الفظائع التي ترتكبها السعودية في اليمن. كل ذلك يشير إلى أن «النهج الأخلاقي» الذي كان يتبعه داوود أوغلو في مقاربته للأزمات الخارجية قد انتهى. اليوم، تحاول الحكومة التركية أن تكون أكثر واقعية في ما يتعلق بمصلحة تركيا، لكنها لو اتبعت هذا النهج في بداية الأزمة السورية، لتجنّبت الكثير من المتاعب.
(سميح يديز ــ حرييت التركية)


دبلوماسية آل سعود المتفجّرة

تهبّ رياح رملية عاتية على المملكة السعودية ــ مصدرها الغرب ــ فيما تعطي المملكة أصدقاءها الغربيين إحساساً متنامياً بعدم الثقة.
يبقى الزواج الاقتصادي والعسكري بين واشنطن والرياض إحدى دعائم "التوازن" الجيوسياسي في الشرق الأوسط، لكنه يصبح يوماً بعد يوم مستهجناً أكثر. فهل هو تحوّل تدريجي نحو انفصال بطيء؟ لا، أو ليس بعد. هل هو تدهور غير مسبوق في الأجواء بين آل سعود وحُماتهم الأميركيين؟ نعم، بالتأكيد، وذلك أحد التطورات الإستراتيجية العميقة في المنطقة. (...) لا تزال عقود التسليح بين واشطن وأوروبا وحليفهما السعودي مرتفعة، والعلاقات المالية بينهم كثيفة، لكن مسؤولية الرياض عن انتشار سرطان الوهابية تتسبب بانعدام ثقة متزايد، وتفخخ على مهل علاقة الرياض بالغربيين.
(آلان فرشون ــ لوموند الفرنسية)


السعودية تنازع لصياغة اقتصاد جديد

قدّم النجل المفضل للملك السعودي، ولي ولي العهد، محمد بن سلمان، «المراعي» ــ وهي شركة منتجة للألبان تعتبر الأكبر في الشرق الأوسط ــ كنموذج يُحتذى به في دولة تحاول إبعاد نفسها عن الاعتماد على النفط. لكن حتى شركات مثل «المراعي»، وبالرغم من عدم وجود علاقة واضحة ومباشرة لها مع النفط، تعتمد بشكل كبير على الطاقة الرخيصة التي تقدمها المملكة.
وقد اختلف الوضع الآن، إذ إنّ انخفاض أسعار النفط والحرب المُكلفة في اليمن، أديا إلى عجز قياسي في الميزانية السعودية، وخلقا أزمة دفعت الحكومة إلى تقليص نفقات الدولة، وخفض الرواتب وعدد من المكافآت والمزايا لجميع العاملين في القطاع الحكومي، وإقرار مجموعة من الرسوم الجديدة والغرامات. كذلك، قامت المملكة برفع أسعار البترول والغاز والكهرباء للحد من الاستهلاك المفرط. وبحسب مسؤولين في شركة «المراعي»، فإن هذه الاجراءات الجديدة تعني إنفاقاً إضافياً بقيمة 133 مليون دولار هذا العام.
وتقول سيدة الأعمال والعضو في مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة في جدة، لمى السليمان، إن «الحكومة تتحرك بسرعة كبيرة في ما يخص فرض إصلاحات في السعودية، فيما يجد المواطنون أنفسهم متروكين». وتضيف: «لم نعد نستطيع الاستمرار في العيش والعمل كالمعتاد».
إنّ إعادة كتابة العقد الاجتماعي تنطوي على مخاطر كبيرة للأمير البالغ من العمر 31 عاماً، الذي راهن بسمعته على قدرته في تحويل الاقتصاد. ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود في الرياض، إبراهيم النحاس، إن «الناس يتطلعون لمعرفة ما إذا كان الأمير قادراً على ذلك... إذا نجح، فسيكون هو الملك في المستقبل. أما إذا فشل، فإنّ مستقبله سيضيع».
(...)
بالرغم من زيادة النفقات بسبب الأوضاع الاقتصادية، فإنّ الحكومة لم تسمح لـ«المراعي» برفع سعر الحليب. «لقد حاولنا في الماضي، ولكن الملك قال لنا: ماذا تفعلون؟» يقول مدير التصنيع، ستيوارت غوك، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الحليب يمكن أن تكون له انعكاسات سياسية خطيرة.
(نيكولاس كوليش ــ نيويورك تايمز)