أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أنه لو كانت السعودية ترنو إلى تحقيق أفق جديد في تنميتها وأمن المنطقة، فإنه يتعين عليها أن «تكف عن مواصلة سياساتها المثيرة للتفرقة وترويج إيديولوجيا الكراهية».وفي كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار روحاني إلى أنّ «القرن الذي بدأ بالإرهاب والعنف في نيويورك (أحداث 11 أيلول) ينبغي ألّا يستمر بمنافسات عدائية والتأجيج المتزايد لنيران الحروب في منطقة الشرق الأوسط». وعزا انتشار التطرف في المنطقة إلى «الاستراتيجيات الأمنية التي وضعتها القوى الكبرى في السنوات الـ15 الماضية». وقال: «الحقيقة اليوم هي أن إنتاج خطاب الكراهية والعنف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد أخذ منحنى متسارعاً بغرابة، وأصبحت المنطقة تعاني أعمال عنف من الأكثر وحشية، وسياسات من أكثرها تدميرا».
وأكد أنه «ينبغي لبعض دول المنطقة وقف قصفها للجيران، ودعمها للجماعات التكفيرية الإرهابية»، مضيفاً أنه ينبغي لها «قبول مسؤوليتها للتعويض عن الأضرار الحاصلة».
وفي هذا السياق، رأى أنه «لو كانت السعودية ترنو إلى تحقيق أفق جديد في تنميتها وأمن المنطقة، فعليها الكف عن مواصلة سياساتها المثيرة للتفرقة وترويج إيديولوجيا الكراهية وانتهاك حقوق الجيران»، مشدداً في الوقت ذاته على أنه «يجب عليها أن تقبل مسؤوليتها إزاء حياة وحرمة الزوار، وأن تنظّم علاقاتها على أساس الاحترام المتبادل والمسؤولية تجاه شعوب المنطقة».
من جهة أخرى، أكد روحاني أن «نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية المبدئي مرتكز على المشاركة البناءة مع الجيران، لتحقيق النظام المستديم المبني على الأمن الجماعي ودعم التنمية في دول المنطقة، وبناء الأواصر الاقتصادية المتبادلة». وقال إن «إيران تعارض أي نوع من الطائفية وتكريس الصراع المذهبي»، مضيفاً أن «السبب في تبديل التباينات المذهبية إلى مواجهة عاصفة بالتوتر، يعود مصدره إلى مطامع سياسية لبعض الدول التي تسعى تحت الغطاء المذهبي إلى التستر على نزعة الهيمنة هذه».
على صعيد آخر، رأى الرئيس الإيراني أن اقتصاد بلاده «هو الأسلم والأكثر أماناً في المنطقة»، لافتاً إلى أن «معدل النمو في بلاده تجاوز 4%، وهو أعلى معدلات نمو تحققها البلدان المصدرة للنفط».
وفي هذا الإطار يأتي لقاء وزير الخارجیة الإيراني محمد جواد ظریف نظیره الأمیرکي جون کیري في نیویورك، حيث أجريا مباحثات بشأن وتیرة تنفیذ الاتفاق النووي بین إیران ومجموعة «5+1». وشارك ظريف في اجتماع للجنة المشترکة لـ»خطة العمل المشتركة»، علی مستوی الوزراء، لبحث العراقیل التي تعترض تنفیذ الخطة والتقدم الذي أحرزته.
وكان قد سبق ذلك، إعلان شركتي «بوينغ» الأميركية، و«إيرباص» الأوروبية، أنهما حصلتا على تراخيص من الحكومة الأميركية، تسمح لهما ببيع طائرات إلى إيران، وهي خطوة رئيسية كانت طهران تنتظرها لإتمام هذه الصفقات، بعد رفع العقوبات الدولية عنها.
ومع موافقة الولايات المتحدة على بيع إيران طائرات «ايرباص» و«بوينغ»، سيكون بوسع الجمهورية الإسلامية تحديث أسطولها الجوي، كما أن هذا القرار سيطمئن من جهة ثانية المصارف والشركات الأجنبية الكبرى الراغبة في التعامل معها.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن موافقات أخرى ستمنح «في الأسابيع المقبلة»، بعد الاجتماع بين إيران ودول مجموعة «5+1».
ومثّل الإعلان عن الموافقات التي منحها مكتب مراقبة الأرصدة الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، مفاجأة كبيرة، ذلك أنه برغم دخول الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع مجموعة «5+1» حيّز التنفيذ، في كانون الثاني، تواصل واشنطن فرض عقوبات على إيران «بسبب برنامجها البالستي ودعم الإرهاب وحقوق الإنسان»، على حد تعبيرها.
وفي هذا الإطار، انتقد روحاني من نيويورك «سياسة وزارة الخزانة الأميركية التي تعقّد المعاملات بين المصارف والشركات الأجنبية الكبيرة وإيران».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)