في الوقت الذي كانت تلاحق فيه السلطات الأميركية المشتبه فيه بتفجيرات نيويورك الأخيرة، كان المرشحان للرئاسة الأميركية، الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، يتسابقان لرفع صوتهما في ما يتعلق بإحدى القضايا المرتبطة بالأمن القومي الأميركي. وبحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، سعت هيلاري كلينتون إلى تحويل شروط السباق الرئاسي لمصلحتها، واصفة ترامب بأنه "يستفز الهجمات الإرهابية"، مقدمة نفسها على أنها "محارب محنّك ضد الإرهاب". وأكدت كلينتون، في مؤتمر صحافي في مدينة فيلاديلفيا في ولاية بنسلفانيا، أن "الكثير ممّا سمعناه من خطاب ترامب يتلقفه الإرهابيون، خصوصاً ما يسمى تنظيم داعش، لتصوير الأمر أنه حرب ضد الإسلام وليس حرباً ضد متطرفين وإرهابيين".
وأوضحت كلينتون أن تلك الجماعات تستغل ذلك في تجنيد عناصر جديدة، وتحويل الأمر إلى صراع ديني، "وهذا ما يريده داعش لتعزيز موقعه". وقالت إنها عند وصولها إلى سدة الرئاسة ستتعقب "هؤلاء الأشرار، لا ديناً بأكمله".
من جانبه، ردّ ترامب النيران، بعد ساعات، وشدّد في مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" الإخبارية على رفض ما سمّاه تردّد الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية السابقة في ذكر "الإسلام الأصولي"، عند الإشارة إلى الهجمات الإرهابية. وأضاف أن الولايات المتحدة ليس لديها خيار سوى "منعهم من الدخول إلى بلادنا".
وكانت ثلاث ولايات أميركية، هي نيويورك ومينيسوتا ونيوجيرسي، قد شهدت أخيراً حوادث عدة راوحت بين هجمات إرهابية وإطلاق نار، وذلك بعد نحو أسبوع من الذكرى الـ15 لهجمات 11 أيلول.
وكان تبادل التهم بين ترامب وكلينتون حاضراً في الإعلام الأميركي، على أنه مشهد جديد يمكن أن يعيد رسم الانتخابات الرئاسية بصورة مختلفة. وفي هذا السياق، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "الهجمات قد تعيد تأطير السباق الرئاسي حول أسئلة تتعلق بالأمن القومي، بعد أسابيع تخلّلها قنص حاد متبادل بين ترامب وكلينتون، ربطاً بمسائل شخصية وبأمور تتعلّق بالشفافية وبالسجلات الطبية".
كذلك، أشارت الصحيفة إلى أن "العنف الذي شهدته نيويورك، في نهاية الأسبوع الماضي، سيطغى على أول مناظرة رئاسية، تجري بين المرشحين، يوم الاثنين المقبل"، مشيرة إلى أن "التفجيرين في نيويورك ونيوجيرسي يشكلان نقطة حساسة بالنسبة إلى المرشحين وحزبيهما".
(الأخبار)