أعلنت الحكومة الألمانية رفضها تصريحات وزارة الخارجية الروسية التي ذكرت أن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أعربت عن «تأييدها القوي»، خلال قمة العشرين الأخيرة في الصين، لتولي نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، كريستالينا جورجيفا، منصب الأمين العام للأمم المتحدة، خلفاً لبان كي مون.وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد صرحت مطلع الأسبوع الجاري، بأن ميركل حاولت خلال القمة أن تبحث في استبدال البلغارية، إيرينا بوكوفا، وهي مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» المرشحة لخلافة بان، والمعروفة بعلاقتها الجيدة بروسيا، بالبلغارية جورجيفا.
زاخاروفا أكدت أن موسكو أبلغت ميركل «بوضوح» أن «أي محاولة مباشرة أو غير مباشرة للتأثير في بلغاريا هو أمر مرفوض»، فيما ردّ المتحدث باسم الخارجية الألمانية، مارتين شيفر، بأنه «رسمياً، نشْر أخبار خاطئة ليس تصرفاً ودياً».
في هذا السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أن «كريستالينا جورجيفا ليست مرشحة رسمية... لا نعرف إلا مرشحة وحيدة رسمية من جانب بلغاريا، هي إيرينا بوكوفا».
وكانت نائبة رئيس الوزراء البلغاري، رومانيا باتشفاروفا، قد قالت إن ترشيح بوكوفا «ليس مقنعاً إلى درجة يمكن التعويل على نجاحها»، برغم أن تسريبات جلسات التصويت أشارت إلى تقدّم بوكوفا على باقي النساء المرشحات للمنصب.
وبوكوفا سياسية ودبلوماسية بلغارية وُلدت عام 1952، وهي أول امرأة من المعسكر الشرقي تتولى منصب المدير العام لـ«اليونسكو» لولايتين منذ 2009، إضافة إلى منصبها في تمثيل رئيس بلغاريا لدى المنظمة الدولية الفرنكفونية.
وشغلت بوكوفا مناصب سياسية عدّة في بلادها، فكانت عضواً في البرلمان، ومنسقة رئيسية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبي بين عامي 1995و1997، ثم وزيرة للشؤون الخارجية ما بين 1996 و1997، إضافة إلى مناصب دبلوماسية عملت خلالها سفيرة لبلغاريا لدى فرنسا وإمارة موناكو والمغرب. كذلك تتحدث الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبلغارية والروسية بطلاقة.
ومنذ ترشحها لخلافة الأمين العام، تعرضت للكثير من الحملات المناهضة لها، واتُّهمت بالفساد، الأمر الذي اعتبرته «تلاعباً يهدف إلى نسف ترشحها لتولي أمانة الأمم المتحدة العامة». وهي كانت قد عبّرت عن رغبتها القوية في الفوز بالمنصب، قائلة في تصريح سابق: «أركز بالكامل على موضوع الانتخابات المقبلة لمنصب الأمين العام للأمم المتحد... أشعر بمسؤولية وطنية، وأعتقد أن لدينا فرصة جيدة للفوز»، وأضافت: «انتخِبت مرتين أمام منافسين أقوياء، وأعرف كيف أكسب الانتخابات داخل الأمم المتحدة».
ويتنافس عشرة مرشحين لخلافة بان كي مون، وليس هناك ما يمنع إعلان ترشيح في اللحظة الأخيرة، برغم أن عملية الاختيار بدأت. وسيعلن اسم الأمين العام المقبل في تشرين الأول.
وكان بان كي مون قد قال، الشهر الماضي، إنه «الوقت المناسب» كي ترأس امرأة المنظمة الأممية، بعد أكثر من 70 عاماً على إنشائها. ولكن وفق تسريبات للصحافيين بعد انتهاء جولة التصويت الثالثة في مقر المجلس في نيويورك، فإن البرتغالي، أنطونيو غوتيرز، يتصدر قائمة المرشحين الأوفر حظاً.
(الأخبار، أ ف ب)