بعد سيل من الاعتقالات والإقالات التي تمت تحت اتهام الارتباط بمنظمة فتح الله غولن، ذهبت السلطات التركية إلى إصدار مذكرة اعتقال جديدة في حق الأخير، متضمنة جميع الاتهامات المرتبطة بالانقلاب الفاشل، وبالأخص بتهمة «إعطاء الأوامر لتنفيذ محاولة الانقلاب». وتعدّ مذكرة الاعتقال الأولى بعد محاولة الانقلاب، وصدرت عن محكمة صلح الجزاء الأولى بناءً على طلب من النيابة العامة في اسطنبول. وقال قرار المحكمة إن السلطات التركية جمعت أدلة حول تورط أعضاء في منظمة «الكيان الموازي»، واعترافات عسكريين بانتمائهم إليها، إلى جانب «الوصول إلى أدلة قاطعة في إصدار تعليمات الانقلاب من زعيم المنظمة الإرهابية». ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر أن التهم الموجهة لغولن هي «محاولة الإطاحة بحكومة الجمهورية التركية أو منعها من مزاولة وظائفها، وحرمان حرية أشخاص بشكل جبري أو تحت التهديد أو الحيلة، وارتكاب جريمة قتل، وممارسة القتل الممنهج بحق موظفي الدولة، ومحاولة إزالة النظام الدستوري، وإلحاق أضرار بالممتلكات والممتلكات العامة». وفي سياق متصل، تعهّد أردوغان بقطع إيرادات الشركات المتصلة بغولن، واصفاً المدارس والشركات والجمعيات الخيرية التابعة له بأنها «أوكار للإرهاب». وقال خلال كلمة في القصر الرئاسي، إن مجال الأعمال لا يزال أقوى مجال لشبكة غولن، مضيفاً أن الذين «موّلوا القتلة سيعاملون مثل مدبّري الانقلاب أنفسهم».
جون كيري قد يزور تركيا أواخر آب الجاري

وفيما من المقرر أن يزور تركيا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في أواخر آب الجاري، وفق ما نقلت قناة «سي ان ان ــ تورك»، فقد زار أمس قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا، الجنرال فرانك جورنيك، مقر قيادة القوات الجوية الأميركية في قاعدة إنجرليك، وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني للقاعدة الجوية. وأوضح جورنيك أن مسؤولين في «حلف شمال الأطلسي» اجتمعوا مؤخراً بشركائهم الأتراك.
وقد أعلن رئيس «حزب الحركة القومية»، دولت بهجه لي، مشاركته في التظاهرات التي ستحمل عنوان «الشهداء والديمقراطية»، وستقام في السابع من آب الجاري في مدينة اسطنبول. وأفادت وكالة «الأناضول»، نقلاً عن مصادر في الحزب، بأن بهجه لي سيلبي دعوة أردوغان، ويلقي كلمة أمام المواطنين المشاركين في التظاهرة في ميدان «يني كابي» في اسطنبول. من جانبه، أعلن «حزب الشعب الجمهوري» أن رئيس الحزب كمال كيليشدار أوغلو لن يشارك شخصياً في التجمع، لكنه سيرسل وفداً للمشاركة بدلاً منه.
إلى ذلك، رأى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في مقابلة مع التلفزيون الألماني، أن وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي سيكون «خطأً كبيراً على صعيد السياسة الخارجية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «تركيا في وضعها الراهن لا يمكنها أن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً إذا كان البعض يطالب بإعادة العمل بعقوبة الإعدام. سيكون من نتائج ذلك التوقف الفوري للمفاوضات». وجاءت تصريحات يونكر بعد دعوة المستشار النمساوي كريستيان كرن إلى وقف المفاوضات مع أنقرة، واصفاً المفاوضات بأنها «ضرب من الخيال»، ومبرراً ذلك بأن «المعايير الديموقراطية التركية غير كافية على الإطلاق لتبرير انضمامها».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)