ما زالت الشرطة الألمانية تحاول كشف المزيد من دوافع مطلق النار في مدينة ميونخ مساء يوم الجمعة الماضي، ديفيد علي سنبلي، بعدما ثبت أنه شاب ألماني في الثامنة عشرة من العمر، مولود في ميونخ لأبوين وصلا إلى ألمانيا في نهاية تسعينيات القرن الماضي كطالبي لجوء، يعاني من اضطرابات نفسية، وكان قد أعدّ لضربته «منذ سنة».في غضون ذلك، دبّت حالة ذعر في البلاد أمس، إثر إعلان الشرطة أن طالب لجوء سورياً (21 عاماً) قتل امرأة وأصاب شخصين بساطور في وسط مدينة روتلينغن في جنوب غرب ألمانيا، قبل أن توضح في بيان عدم امتلاك «أيّ عنصر يفيد بأن ما حصل اعتداء ارهابي»، إذ إن اللاجئ الذي تم إلقاء القبض عليه في وقت لاحق «كان على خلاف» مع المرأة فقتلها «بساطور» وجرح امرأة ثانية ورجلاً.
وبشأن هجوم ميونخ، كان المنفذ يعيش مع والديه، وهو مهووس بعمليات القتل الجماعية. وقد عثر المحققون في غرفته على وثائق حول النروجي أندرس بيرينغ بريفيك الذي قتل 77 شخصاً معظمهم من الشباب في 2011. وما يثير الشكوك حول تأثر سنبلي باليمين المتطرف هو أنه قام بجريمته بعد خمس سنوات تماماً على المجزرة التي وقعت في النروج، إضافة إلى تأثره، وفق الشرطة، بمذبحة فينندن (في جنوب غرب ألمانيا) في آذار 2009 التي نفذها شاب في السابعة عشرة من العمر عبر إطلاقه النار داخل مدرسته السابقة، فقتل 15 شخصاً قبل أن ينتحر.
ولم تكشف الشرطة بعد ما توصلت إليه بخصوص كيفية حصول المهاجم على سلاحه، وهو مسدس من نوع «غلوك-17» يحمل رقماً تسلسلياً متضرراً. وقد عثر في حقيبة الظهر العائدة له على حوالى 300 رصاصة، ما يعني أن حصيلة الضحايا كان يمكن أن تكون أكبر من ذلك.
وما زالت ألمانيا تحت تأثير الصدمة بعد هذا الهجوم الذي سبقه بأربعة أيام فقط هجوم بساطور نفّذه في قطار في بافاريا طالب لجوء في السابعة عشرة من عمره وتبنّاه تنظيم «داعش». وهذا الهجوم هو الثالث ضد مدنيين في أوروبا في أقل من عشرة أيام، بعد اعتداء نيس في 14 تموز الذي أدى الى سقوط 84 قتيلاً. وبهذا، تكون ألمانيا قد انضمت إلى نادي الدول الأوروبية التي تعرضت لهجمات قتل جماعية، وهي أحداث من شأنها أن تخلق «انهياراً عصبياً في القارة بأكملها»، وفق توصيف «نيويورك تايمز»، بالتوازي مع إطلاق أسئلة كثيرة على ألمانيا مواجهتها، مثل قوانين الأسلحة في البلاد، وصعود اليمين المتطرف، واحتمال استمرار اعتداءات مماثلة، وخصوصاً أن مرتكبيها يتصرفون من تلقاء أنفسهم.
(الأخبار، أ ف ب)