عاشت أفغانستان أمس، يوم حداد وطنياً على ضحايا هجوم مزدوج تبناه تنظيم «داعش» واستهدف تظاهرة مطلبية في كابول كان ينظمها سكان ولاية تتركز فيها «أقلية الهزارة»، مؤدياً الى سقوط 80 قتيلاً، على الأقل، وأكثر من مئتي جريح.ويعدّ هذا الهجوم الأول الذي يتباه «داعش» في كابول، وهو الأعنف والأكثر دموية منذ 2001 في العاصمة الأفغانية (وفق ما أعلنت وزارة الداخلية)، ويمثل تصعيداً كبيراً من قبل التنظيم الذي كان يتركز حتى الآن في ولاية ننغرهار شرقي البلاد، حيث عُرف بالفظاعات التي ارتكبتها وخصوصا قطع الرؤوس. وفي أواخر عام 2015، خطف سبعة من «الهزارة» وقطع أعناقهم على الطريق المؤدية إلى كابول، التي باتت تعرف بـ«طريق الموت»، وقد تكررت حوادث الخطف على مدار العامين الماضيين.
نفذ تنظيم «داعش»
قبل يومين هجومه الأول في العاصمة الأفغانية

وحصل التفجيران فيما كان الآلاف يتظاهرون للمطالبة بأن يشمل مشروع خط توتر عالٍ بقيمة ملايين الدولارات ولايتهم باميان، التي تعد من أكثر المناطق المحرومة في أفغانستان. وإزاء المخاوف من «التداعيات الطائفية» إثر وقوع الاعتداء الإرهابي، سعى الرئيس الأفغاني، أشرف غني، أول من أمس، إلى احتواء التوتر، فأطلق اسم «ساحة الشهداء» على موقع الهجوم، واعداً في الوقت نفسه مواطنيه بالثأر «لدماء أحبائنا، من مرتكبي هذه الجريمة أينما كانوا».
وعلى الصعيد الدولي، أثار الاعتداء ردود فعل منددة، فوصفه وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة على «تويتر»، بـ«العمل الوحشي»، داعياً «السنة والشيعة إلى الاتحاد لدحر المتطرفين»، بينما أعلن البيت الأبيض، في بيان، أن هذا «الهجوم الشنيع يعد أكثر دناءة لأنه استهدف تظاهرة سلمية». كذلك، دان الكرملين «بشدة هذه الجريمة بحق مواطنين مسالمين»، مجدداً «الاستعداد لمواصلة التعاون البناء مع سلطات أفغانستان وشعبها في محاربة كل أشكال الإرهاب».
وكان العديد من المتظاهرين على المدى اليومين الماضيين في مكان وقوع الهجوم، حيث أضاؤوا الشموع برغم إعلان الحكومة حظرا للتجمعات العامة لعشرة أيام لأسباب أمنية، فيما حُفرت عشرات المدافن في مقبرة تقع على تلة قريبة. وقالت الامم المتحدة إن «صفوف الرجال والنساء الافغان الذين وقفوا للتبرع بالدم لمواطنيهم المصابين تمثّل دليلا مؤثرا على تضامن الشعب الافغاني وصلابته في وجه العنف الرهيب».
في غضون ذلك، فإنّ طبيعة ردود الفعل الدولية وحجم التغطية الإعلامية العالمية للمذبحة التي شهدتها كابول، بدوَا خجولين مقارنة بأحداث دولية مماثلة، الأمر الذي أبرز حدود الاهتمام الدولي راهناً بالدولة الأفغانية، التي تبدو كأنها منسية بعد نحو 15 عاماً على احتلالها بقيادة أميركية.
(الأخبار، أ ف ب)