ليبيا | حكومة السراج تعترض على الوجود الفرنسي: لم ينسقوا معنا

  • 0
  • ض
  • ض

أثار الوجود العسكري الفرنسي جدلا في طرابلس، بعدما انتقدت حكومة «الوفاق الوطني» المدعومة من الأمم المتحدة الحضور الفرنسي شرق البلاد إلى جانب قوات خليفة حفتر، قائلةً إن فرنسا لم تنسق معها، وذلك بعدما أعلنت باريس عن مقتل ثلاثة من جنودها على الأراضي الليبية، مقرة بدور تؤديه «للتأكيد على أن فرنسا حاضرة في محاربة الإرهاب في كل مكان»، على حد تعبير المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، ستيفان لوفول.

وأعربت الحكومة الليبية، المدعومة من الدول الكبرى ومن بينها فرنسا، في بيان عن استيائها «البالغ لما أعلنته الحكومة الفرنسية عن حضور فرنسي شرق ليبيا»، مؤكدة عدم تنازلها «عن السيادة الليبية» ورفضها بالكامل «لانتهاك حرمة التراب الليبي». في المقابل، شددت الحكومة على أنها ترحب بأي «مساندة تقدم لنا من الدول الشقيقة والصديقة في الحرب على داعش»، ما دام ذلك في إطار الطلب منها وبالتنسيق معها، لكنها رأت أن هذا الأمر «لا يبرر أي تدخل دون علمنا ودون التنسيق معنا ودون مراعاة لما أعلناه من حرمة التراب الليبي»، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات مع السلطات الفرنسية لمعرفة «أسباب وملابسات» الحضور العسكري وحجمه. كذلك، انطلقت التظاهرات في طرابلس ومدن أخرى تنديدا بالوجود الفرنسي، وفق الإعلام المحلي. وحمل هؤلاء الأعلام الليبية إلى جانب لافتات كتب عليها: «لا للتدخل الفرنسي»، و«وارفعوا أيديكم عن ليبيا».


تقوية القوى
الغربية لطرفين متنافسين يهدد بعودة القتال بينهما

يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، أول من أمس، مقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين خلال مهمة «استطلاع خطيرة» في ليبيا، إثر تعرض مروحيتهم لحادث، ليكونوا بذلك أول جنود فرنسيين يُقتلون في هذه الحرب غير المعلنة، مؤكدةً للمرة الأولى وجود جنود فرنسيين في البلاد، وفيما أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أن مقتل الجنود جاء نتيجة عطل في مروحيتهم، أفادت مصادر ليبية بأنهم قتلوا إثر استهداف متطرفين لمروحيتهم غرب بنغازي. ونقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أمس، عن مصدر فرنسي رفيع، أن هؤلاء الجنود ينتمون إلى «مديرية الأمن الخارجي»، وفيما لا تعترف فرنسا رسميا إلا بحكومة الوفاق الوطني، يقول المصدر الفرنسي للصحيفة إن «جنودا فرنسيين يساعدون قوات خليفة حفتر منذ حوالى ستة أشهر بهدف فهم ما يحصل فعليا على الأرض والتمكن من ردع تنظيم داعش وحلفائه في بنغازي ودرنا. جنودنا موجودون على مسرح العمليات لكنهم لا يشاركون بالقتال». ونقلت الصحيفة، في وقت سابق، عن مسؤول عسكري في قوات حفتر، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن «مروحيتنا قد تعرضت لعطل فني، ولم تستهدف بأي صاروخ أرض ــ جو. وكان على متنها ثلاثة فرنسيين جاؤوا بهدف مساعدتنا استخبارياً، وثلاثة جنود من الجيش الليبي». وبهذا، يتبين أن القوة الفرنسية تعمل إلى جانب قوات موالية للفريق خليفة حفتر الذي تقاتل قواته مسلحين إسلاميين في شرق ليبيا، والتي لا تعترف بحكومة «الوفاق الوطني». كذلك، تنتشر «قوات نخبة» بريطانية وأميركية في الميدان الليبي، ويعتقد أنهم «يقدمون المساعدة لميليشيات موالية للحكومة»، وفق صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، التي تكمل أن «القوات الفرنسية في المقابل تتموضع شرقا حيث تتمركز حكومة منافسة». وحول هذا الحضور الميداني لقوات غربية في ليبيا، تذكر«لوموند» أن «هذه القوات الخاصة تساعد على دحر وردع داعش»، لكن تقويتها لطرفين متنافسين في الوقت عينه «يزيد خطر استعادة القتال بينهما»، وهي نتيجة، في حال حصولها، «تتناقض مع الحل الذي أطلقته الأمم المتحدة من المغرب في كانون الأول 2015».
(الأخبار، رويترز)

  • تنتشر أيضاً قوات نخبة بريطانية وأميركية

    تنتشر أيضاً قوات نخبة بريطانية وأميركية (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات