توعّد عضو البرلمان التركي عن «حزب الشعب الجمهوري»، آران أردام، الرئيس رجب طيب أردوغان، بالكشف عن وثائق تثبت علاقة الأخير مع تنظيم «داعش». وقال في تصريحات عبر قناة «الشعب» إن «الأدلة تتضمن أشرطة فيديو وأوراقاً ومراسلات رسمية، تثبت العلاقة العضوية الخطيرة بين أردوغان ومستشاريه من جهة، ومن بينهم المتحدث الرسمي باسمه، ابراهيم كالين، وقيادات داعش من جهة أخرى».وأعرب أردام عن أمله في «إحالة أردوغان على المحكمة، إن كان في تركيا أو في المحاكم الدولية، على الجرائم التي ارتكبتها حكومات حزب العدالة والتنمية، خلال السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك تهريب عناصر داعش لغاز السارين إلى سوريا، واستخدامه في العديد من المدن السورية»، مشيراً إلى أن «قضية الشاحنات التابعة لجهاز المخابرات التي أُوقفَت بداية 2014، وهي تنقل أسلحة وذخائر إلى الجماعات الإرهابية في سوريا، ليست إلا جزءاً بسيطاً من آلاف الشاحنات». وجدد أردام اتهاماته لأجهزة الأمن والمخابرات التركية التي «تغض النظر على نشاط داعش في جميع المحافظات التركية»، لافتاً إلى أن «قيادات داعشية موجودة في تركيا وتتحرك بكل سهولة، كذلك فإن داعش يغطي كل احتياجاته من تركيا التي في مستشفياتها يُعالَج الجرحى». ورأى النائب أن «ما يسعى إليه أردوغان هو جرّ البلاد إلى حرب أهلية تلهي الشعب وتمنعه من الاهتمام بالجرائم التي ارتكبها في تركيا وسوريا والمنطقة، مطالباً «كل فئات الشعب بالتصدي لسياسات أردوغان الإرهابية والدموية الخطيرة».
بدوره، اتهم زعيم «حزب الحركة القومية»، دولت باخشالي، أردوغان، بـ«انتهاج سياسات فاشلة وخطيرة في سوريا والمنطقة عموماً، عبر دعم الجماعات الإرهابية»، متسائلاً: «ماذا أردت من الرئيس السوري بشار الأسد، الذي جعلت منه بين ليلة وضحاها، عدواً لدوداً، بعد أن كان أخاً وصديقاً لك». وأوضح باخشالي، في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، أن تدخّل أردوغان «السافر» في شؤون سوريا الداخلية يهدف إلى تمزيق وحدتها وبدعم الدول الاستعمارية التي تهدف إلى إقامة دولة كردية في المنطقة، وهو ما بات يشكل خطراً على الأمن الوطني والقومي لتركيا». وأضاف أن «سياسات أردوغان الإخوانية في مصر، وتدخله هناك لمصلحة الرئيس محمد مرسي، ألحق أضراراً بالغة بمصالح تركيا، كما هو الحال بالنسبة إلى إسقاط القاذفة الروسية، الذي سبّب لأنقرة الكثير من المشاكل. وأعرب عن أمله في أن يكون رئيس الوزراء، بن علي يلدرم، الذي تحدث عن ضرورة المصالحة مع دور الجوار، «صادقاً في كلامه، وأن يتحول هذا الكلام إلى فعل، بعيداً عن حسابات أردوغان التي كلفت وستكلف تركيا الكثير».
إلى ذلك، اتهم زعيم «حزب الشعوب الديموقراطي»، صلاح الدين دميرتاش، أردوغان بـ«استخدام اللاجئين السوريين كورقة مساومة، لفرض منطقة آمنة له ولأتباعه من المجموعات الإرهابية، وبالتالي ليكون بعد ذلك طرفاً مباشراً في أي مساومات إقليمية ودولية في موضوع سوريا». ووصف دميرتاش في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، سياسات أردوغان بأنها «فاشلة»، مشيراً إلى أن «أردوغان الذي اتهم الأسد بأنه قاتل وظالم ومجرم، يسعى الآن إلى مصالحته ومصالحة نظيره المصري السيسي والروسي بوتين الذي بعث إليه برسائل الحب والمودة». واستهجن حديث الرئيس التركي عن اللاجئين السوريين، فيما «ينسى أنه السبب في نزوح أكثر من 600 ألف مواطن كردي من بيوتهم وقراهم ومدنهم جنوب شرق البلاد».
وبالتوازي، أصدر 150 من المثقفين الأتراك، بياناً مشتركاً، عبّروا فيه عن استنكارهم لسياسات أردوغان الاستبدادية. واتهموه بانتهاج سياسات خطيرة تهدف القضاء على حرية الصحافة والإعلام والتعبير عن الرأي وكافة الحريات الديموقراطية لجميع فئات الشعب»، موضحين أن «هذه السياسات باتت تهدد وحدة الشعب وأمن تركيا واستقرارها، وعلى الجميع أن يتصدى لها قبل فوات الأوان».