نتنياهو يناور مع هرتسوغ... ويضمّ ليبرمان

  • 0
  • ض
  • ض

وافق رئيس «إسرائيل بيتنا»، على العرض الذي قدمه إليه رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في الحصول على حقيبتي الأمن والاستيعاب مقابل دخوله في الحكومة. وبرغم الانطباع الذي ساد إسرائيل، أنّ الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي متحدثاً عن فرصة للتوصل إلى حل سياسي سلمي للقضية الفلسطينية، سيوفر مظلة سياسية لتوسيع الحكومة عبر ضمّ «المعسكر الصهيوني» إليها، لكن يبدو أن ليبرمان تلمس جدية نتنياهو بضمّ زعيم «المعسكر»، إسحاق هرتسوغ، ما يعني بقاءه في المعارضة ضعيفاً ومعزولاً.

لذلك بادر ليبرمان إلى تليين مواقفه، موجهاً رسالة أعرب فيها عن استعداده للمشاركة في الحكومة في حال تلبية مطالبه. هذا المستجد السياسي وسّع أمام نتنياهو مروحة الخيارات والمناورة، خصوصاً أنه بقدر ما تتسع القاعدة البرلمانية للحكومة، يجري توفير المزيد من الاستقرار لها، وتحديداً إذا ما كانت تنتمي إلى معسكر اليمين.
في ضوء ذلك، لم يمكث نتنياهو طويلاً، بل بادر إلى عقد لقاء مع ليبرمان وقدم له العرض الذي يلبي مطالبه بعدما تراجع عن سقوفه غير الواقعية. وتعبيراً عن جدية النتائج التي خلص إليها لقاء نتنياهو ــ ليبرمان، اتفق الطرفان على تشكيل طواقم لاستكمال المفاوضات. وكان نتنياهو قد مهد لخطوته بلقاء مع وزير الأمن، موشيه يعلون، تحت عنوان «مشاورات مهنية». لكن من الصعب فصل هذه الخطوة عن العرض الذي قدمه نتنياهو لليبرمان، رغم أن المحيطين برئيس الحكومة وبوزير الامن أكدوا أنه لم يُبحَث نقل حقيبة الأمن إلى زعيم «إسرائيل بيتنا».


يأتي الترحيب بليبرمان
على خلفية الانتقادات التي تعرض لها يعلون

مع ذلك، فمن الناحية النظرية تبقى مصلحة نتنياهو بضمّ «المعسكر الصهيوني» أيضاً إلى الحكومة، لكونه يوفر قاعدة أوسع للحكومة، وأيضاً مساحة مناورة بين أطرافها، وتحديداً في حال تناغم كل من ليبرمان ورئيس «البيت اليهودي»، نفتالي بنيت، للضغط على نتنياهو. أما في حال وجود «المعسكر الصهيوني» في الحكومة، سيتمكن نتنياهو من لعب دور نقطة التوازن بين المواقف المتعارضة داخلها. أضف إلى أن مشاركة الأخير في الحكومة، يُعَدّ مطلباً إسرائيلياً في ضوء الظروف السياسية الإقليمية والدولية التي تطالب بتحريك عملية التسوية. ويمكن أيضاً من خلال «تغليف» أشد الحكومات يمينية بحزب يحمل طابعاً وسطياً ويسارياً، أن يُسهم بتبييض صورة الحكومة إقليمياً ودولياً.
في ضوء ذلك، باتت الكرة الآن في ملعب هرتسوغ، الذي في ضوء موقفه، سيتحدد الشكل النهائي للحكومة.
وكما كان متوقعاً، ترك التقدم الذي جرى في المفاوضات الثنائية بين نتنياهو وليبرمان، صداه في معسكر اليمين الذي فضل انضمام الأخير إلى الحكومة. وكان من أوائل المرحبين بانضمام ليبرمان، «حزب البيت اليهودي»، الذي أعرب عن ارتياحه إزاء تقدم الاتصالات مع «إسرائيل بيتنا»، خصوصاً لناحية إمكانية نقل حقيبة الأمن إلى ليبرمان. ويأتي هذا الترحيب على خلفية الانتقادات التي تعرض لها يعلون من قبل القاعدة اليمينية نتيجة مواقفه المؤيدة لنشاطات الجيش التي استاءت منها الجهات اليمينية المتطرفة. هذا إلى جانب أن هذه الخطوة لو استكملت فقد تقطع الطريق على دخول هرتسوغ إلى الحكومة، كما الأطراف اليمينية المتطرفة.
ورأى رئيس كتلة الائتلاف، زئيف الكين، أن ليبرمان طلب «ثمناً سياسياً مُنخفضاً جداً، وهو الحصول على حقيبتين... مقارنة بهرتسوغ الذي طالب بثماني حقائب». وأضاف إلكين أنّ «من الأفضل إقامة حكومة ثابتة من المعسكر الوطنيّ، وفقاً لوعودنا للناخب، على أن نقيم حكومة وحدة مفتعلة، لن تكون ثابتة، وستمسّ بحزب الليكود وبالمعسكر الوطنيّ، وبشكل عامّ بثقة الجمهور الإسرائيليّ بالمنظومة السياسية».
وقال وزير المواصلات، يسرائيل كاتس: «أبارك إعلان ليبرمان استعداده للانضمام إلى الائتلاف. وحزبه شريك طبيعيّ للحكومة برئاسة الليكود، ويجب إجراء مفاوضات مستعجلة بغية إتاحة الانضمام، من أجل دفع المصالح الوطنيّة لإسرائيل».

0 تعليق

التعليقات